هذه الجولات الميدانية التى يقوم بها الرئيس السيسى هى العنوان الأصدق لاستراتيجية حاكم وضعته الظروف والمقادير عند سدة الحكم فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كانت الفوضى الأمنية الممتزجة بانهيار اقتصادى قد ضربت أركان الدولة كأحد أسوأ الإفرازات السلبية للسنوات العجاف التى أعقبت أحداث 25 يناير. لم ينتهج السيسى أسلوبا تقليديا فى التعاطى مع حكم مصر بإعلان برنامج انتخابى لمجرد إبراء الذمة كما هو معمول به فى أغلب الدول وإنما اختار السيسى أرض الواقع لكى يبعث برسالة للجميع مفادها أن العمل والجهد هما الخيار الوحيد أمام المصريين لعبور المأزق الراهن تحت رايات الصدق فى الأداء مستلهما ذلك التوجه من أهم دروس الحياة على طول التاريخ التى تقول: إن قيمة الأوطان ومكانتها تتحدد بقدر علم وعمل أبنائها وليس فقط بوفرة مواردها وتعاظم ثرواتها فالعلم والعمل يوفران للأمم والشعوب رصيدا هائلا من القدرة على مجابهة أصعب التحديات وهذا الرصيد غير قابل للنفاد بعكس قوة الموارد والثروات والفوائض المالية التى مهما تعاظمت تظل قابلة بمرور الزمن وتغير الظروف للتناقص والزوال. وهذا المنحى الجديد لفلسفة الحكم يتطلب فى اعتقادى صياغة خطاب إعلامى وثقافى وتربوى جديد لتعظيم قيمة العلم والعمل. أتحدث عن خطاب إعلامى وثقافى يمهد لثقافة شعبية جديدة تعزز من مصداقية اليقين بأن العمل هو الطريق الوحيد للنجاح، وأن الإخلاص فى العمل مع التسلح بالعلم ينبغى أن يكون دستورا للعمل الوطني. وتحت رايات العلم والعمل لن يكون هناك مكان لباعة الأوهام الذين يجيدون فقط دغدغة المشاعر للرهان على بلوغ أهداف وغايات يصعب تحقيقها فى نهاية المطاف، وبالتالى تغليب أحاسيس الإحباط واليأس على عوامل التفاؤل والأمل وبعد ذلك يتركون شعوبهم تمضغ الحصرم وتذرف الدموع. مصر تتغير يا سادة باستراتيجية العلم والعمل التى تجنبنا خطأ الخلط بين الحلم المستحيل والواقع الممكن تغييره للأفضل! خير الكلام: كل قوة يمكن مجابهتها ما عدا قوة العلم التى تتخندق فى العقول! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله