بلاد السعادة

تتقارب مصالح الفاسدين وتتجمع مثل خيوط العنكبوت لتصنع فخا ومصيدة نادرا ما تفلت منها الكائنات الصغيرة الساذجة .. وبهلول الفقير بطل مسرحية «حدث في بلاد السعادة» الذى تحول في لحظة من حطاب إلي ملك اكتشف من قريب كيف يختار الفساد رجاله وكيف تتضافر قوى الشر لتهزم حلم الإصلاح في كل زمان ومكان .. المسرحية كتبها وليد يوسف قبل 28 سنة باللغة العربية وأضاف إليها الشاعر حمدي عيد بعدا استعراضيا ساحرا مع موسيقي محمد مصطفي وديكور حازم شبل الذي تعمد صنع عالم بصرى يشبه جو الحكايات الشعبية ولا يشير إلي مكان بعينه وعلي نفس المنهج قامت مروة عودة بتصميم ملابس لا تنتمي لعصر محدد وقدمت كريمة بدير مجموعة تصميمات حركية أثرت الجانب الاستعراضى للعمل وتألق مدحت تيخة بحضوره الطاغي وخفة ظله الطبيعية في شخصية البطل بهلول وكذلك تألق كعادته الدكتور علاء قوقة في دور الوزير الماكر قائد عموم الشر في بلاد السعادة وقدمت فاطمة محمد علي دور المطربة ودور زليخة زوجة بهلول بأسلوب أبهر الجميع كما ظهر الفنان القدير حسن العدل والفنان أسامة فوزي في أدوار صغيرة الحجم كبيرة التأثير والدلالة، ونجح مازن الغرباوى أن يقود فريقا من كبار المبدعين ليصنع علي مسرح السلام حالة حقيقية من المتعة والسعادة.