ما يشهده المجتمع من حالة فوضى اعلامية يؤكد وبما لايدع مجالا للشك أننا فى اشد الحاجة الآن إلى إعادة بناء منظومة الإعلام بالكامل ليعكس بصدق ما تشهده البلاد من نهضة شاملة فى جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة، فأى محاولة لإعطاء مسكنات كما كان يحدث من قبل لن تفضى الى نتائج إيجابية بل ربما تعجل بوفاة تلك المنظومة بالكامل. خاصة أن حروب الجيل الرابع للأسف الشديد لم تجد إعلاما قويا يمتلك القدرة على مواجهتها والتصدى لها وكأنها بلاعة انفجرت بهذا الكم الهائل من الشائعات التى أغرقت المجتمع ككل وتسببت فى تدمير معنويات المواطن الذى أصبح محاصرا الآن بكمية من المشكلات المعيشية لا أول لها ولا آخر. الأمر الذى يدفعنى الآن للكتابة مرة اخرى عن مهنة «التطبيل» الإعلامى التى أصبحت فى خطر، خاصة بعد أن تصدر المشهد مجموعة من الدخلاء على هذه المهنة، فهؤلاء الهواة يمارسون بشكل يومى نفس ما فعلته الدبة التى قتلت صاحبها، فالإفراط فى التطبيل على هذا النحو المفضوح جعلهم يتحولون الى مصدر عبء على الدولة وإساءة بالغة للنظام نتيجة عدم إدراكهم أهمية وخطورة الموضوعات الذى يتناولونها بتلك السطحية التى يترتب عليها تشويه صورة الدولة بالكامل. والحديث عن مهنة التطبيل يذكرنى بحكاية الخليفة المتوكل حينما رمى عصفوراً بِسهمٍ فلم يُصبه.. فقال وزيره: أحسنت يامولاى فغضب الخليفة وقال له أتهزأ بي؟ وهنا أدرك الوزير خطورة الموقف فقال له على الفور: لقد أحسنت إلى العصفور يا مولاى بعفوك عنه وعدم قتله, ومن هنا بدأت بالفعل ممارسة فن التطبيل، وبغض النظر عن حقيقة هذه الحكاية إلا انها تضع ايدينا على مسألة مهمة وهى أن التطبيل فن له أصوله وقواعده ويتطلب مهارات خاصة، الأمر الذى يجعلنى أهمس فى أذن المطبلاتية من الإعلاميين الهواة وأقول لهم: ارحمونا يرحمكم الله. [email protected] لمزيد من مقالات أشرف مفيد