هل يمكن أن تتغير المشاعر بحيث ترى إنسانة كنت تحبها يوما ولا تصافحها ولا تنظر نحوها وكيف يقال أن الحب لا يموت وانه يسكن مكانا بعيدا فى قلوبنا مهما مضت سنوات العمر.. إن البعض ينسى أحيانا وهو يغادر المكان أن يغلق أبوابه حتى لا تسكنه الحشرات ولكننا فى ساعة غضب يمكن أن نترك الأشياء على حالها.. فى الحديقة بعض الزهور وعلى الأشجار عصافير كانت تغنى وهناك قلوب كانت تنبض بالحب خلف الجدران..فى ساعة غضب يمكن أن تتحول هذه الأشياء إلى أطلال إن شجرة الورد المزدهرة حين يغيب الماء عنها تتحول إلى أعشاب صامتة..والعصافير التى كانت تغنى حين لا تجد من يؤنسها تبحث عن أشجار وحديقة أخرى، والأطلال دائما لا تترك خلفها غير الصمت والوحشة..وهذا الصمت يجتاح البشر كما يجتاح الأشياء وهنا يمكن أن ترى حبيبا قديما أمامك وقد تحول إلى شىء كالأطلال انه تمثال صامت لقد ماتت الكلمات بينكما انه يتكلم وأنت لا تسمع انه يراك وأنت لا تراه رغم أن المسافة بينكما خطوتان.. وهذا الصمت القاتل هو شهادة وفاة للحب، أن تشعر أن الأزهار ذبلت وأن الأشجار تشوهت وأن العصافير غابت ولم يعد الغناء يسعدك ويسعدها.. وماذا يفعل الإنسان حين يجد أمامه حبيبا اختفى فى ظروف غامضة وأن الصمت أصبح مكانا خاليا وقلوبا تغيرت وأياما جميلة كانت مجرد ذكرى وتحولت إلى أطلال.. إن الأطلال ليست فقط فى الأماكن هناك أطلال البشر وهناك أيضا أطلال المشاعر والحب حين يغيب يصبح ذكرى، ولكن الذكرى إذا ماتت تتحول إلى أطلال صامتة..والصمت نوع من أنواع الموت لأن الموتى لا يتكلمون والحب حين يصبح صمتا فقد مات.. والأماكن حين تصير صمتا تتحول إلى أطلال..والأطلال هى ما يبقى من رحلة الحياة وهى أقرب الأشياء للموت لأن الحب إذا مات يغيب الكلام وتصمت الأشياء ومن كان بالأمس يهز مشاعرك تراه أمامك شيئا صامتا لا روح فيه ولا حياة.. ليس غريبا أن تجد أمامك شيئاً يشبه الطيف وتتعجب كيف صار الإنسان طيفا وكان حبيبا.. وكيف تحول الصمت إلى أطلال رغم أن الأطلال فى الأماكن ولكن هناك أيضا أطلال الصمت وأطلال المشاعر.. وكلها أطلال.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة