فليذهبوا إلى بارئهم، إنهم أطفال كتب عليهم هم وأمهاتهم أن يكونوا وقود الحروب، يلقى بهم فى أتون المعارك دون رغبة منهم ولا جريرة، لكنهم وحدهم يحملون أوزار نفوس ماتت وتشوهت بدلا من أن يكون مصيرهم مستشفيات الأمراض العقلية نتيجة سيكوباتياتهم وفقدهم أى أثر للرحمة فى قلوبهم الحجرية التى هى كغرابيب سود، مادام العالم الذى يتشدق بإبداء الرحمة والمعاملة ذات النجوم السبعة للكلاب والحيوانات الأليفة، خاصة أمام الكاميرات. هؤلاء من مدعى المدنية لا يرقأ لهم طرف لمن يحاصرون أمام أفواه البنادق والصواريخ والأجساد المفخخة فى الأسواق وأماكن تلاصقهم هربا من براميل البارود المتفجرة وأمام سارقى أعضاءهم.. رواد الإنسانية ومدبجى تصاريح السلام والإنقاذ كلهم يتعامون عن رؤيتهم، بل يمد قاتليهم بأحدث أنواع آلات الفتك والقتل، بل وإصابة من تبقى بشتى أنواع السرطانات. وأخيرا حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) الإثنين الماضى فى بيانها المنشور على مواقعها، لينضم إلى جرائم الحرب التى تزيد ندوبها وجروحها المتقيحة فى أجساد أبرياء الربيع العربى، ونسب كل جريمة لأصحابها من أن مليون طفل سوري معرضون للخطر في محافظة إدلب وحدها، والتي تعد آخر معقل للمقاتلين المعارضين للنظام في سوريا. وقال مدير المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خيرت كابالاري في بيان مقتضب: "إن الحرب على الأطفال في سوريا تعرض مليون طفل للخطر في إدلب وحدها", وأوضح كابالاري أن «ثلاثة مرافق صحية تدعمها يونيسيف تعرضت للهجمات، اثنان منها تقدم الإغاثة للأطفال والنساء»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن استخدامهما بعد اليوم بسبب الضرر الذي ألحق بهما». والصور والتسجيلات تسجل جرائم الحرب تلك، حيث تعد إدلب آخر معقل للفصائل بعد طردها تدريجياً من مناطق عدة في البلاد. ويبلغ عدد سكان إدلب نحو 2,5 مليون نسمة، نصفهم تقريباً من المسلّحين والمدنيين الذين تم نقلهم بشكل جماعي من مناطق أخرى سيطرت عليها القوات السورية بعد هجمات مكثفة، ويسيطر تنظيم «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) على نحو 60 في المائة منها، بينما تسيطر فصائل معارضة متناحرة أخرى على باقي المحافظة. وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ العام 2011 بمقتل أكثر من 300 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، فهل تتقدم البشرية وتهذب أطماعها وطباعها الدموية والبربرية طبقا لتطور الحياة والتكنولوجيا والتعليم وارتياد طبقات الكون والثورة العلمية وأقصد هل تواكبها قفزة أخلاقية ترتقى بإنسانية الإنسان وتنقذه من هاوية يسبق فيها بهيمية ووحشية الحيوان كما نادت بذلك كل الأديان والشرائع فى الكون قبل أن يفنى الكوكب أطماعه وشرور نفس من يملك القوة وآلات القتل الفتاكة التى تتطور لتزداد توحشا!. لمزيد من مقالات ياسر عبيدو