بعد إنجاز التغيير الوزارى واقتراب موعد إعلان حركة المحافظين ضمن أهم استحقاقات الولاية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسى بعد إعادة انتخابه ثمة إشارات إلى أن عملية التغيير لن يتوقف دورانها من أجل تحديث مؤسسات الدولة، وتجديد الدم فى قياداتها انطلاقا من فهم صحيح بأن الإدارة السليمة هى “المفرخة” الحقيقية لإنتاج القادة الأكفاء على كافة المستويات. أتحدث عن المفاهيم الجديدة للإدارة التى ترتكز إلى تشجيع الإبداع واعتماد التجربة – بكل احتمالات الصواب والخطأ – هى الركيزة الأساسية لبناء التقدم من خلال منظور جديد وكاشف يضع خطوطا فاصلة بين التعامل الإيجابى مع الخطأ الناشيء عن أى تجربة فى إطار حق الإبداع وبين التعامل الصارم مع أى خطأ ينشأ عن الإهمال أو اللامبالاة.. وهذه المفاهيم الجديدة فى علوم الإدارة الحديثة تستوجب من الوزراء والمحافظين ورؤساء المؤسسات أن يتخلوا عن ثوابت الماضى فى منح المكافآت والحوافز لمن ينفذون الأوامر ويلتزمون بتعليمات الرجل الأول فقط، وأن ينتهجوا فكرا جديدا ينتصر للمبدعين الذين يقدمون حلولا وأفكارا إبداعية. لقد انتهى عصر الطاعة العمياء للوزير والمحافظ ورئيس المؤسسة وبدأ عصر الالتزام والاحترام بين الرؤساء والمرؤوسين فى إطار أوسع مساحة للحوار بين القيادة العليا والقيادات المعاونة فيما يشبه الفرقة الموسيقية التى ينبغى أن تتناغم جميع آلاتها على أصابع وأفواه العازفين بها تحت قيادة مايسترو ماهر يقدر على استبعاد أى نشاز. وأفشل الدول هى التى تسمح بنشوء صدام مدمر فى أى دولاب من دواليب العمل الوطنى تحت مظلة العناد والتشبث بالرأى وعدم اعتماد الخطأ والصواب معيارا لترجيح كفة رأى على آخر.. ومصر لم تعد تحتمل سقوطا فى بئر الفشل وتلك هى فلسفة أى حركة تغيير للوزراء والمحافظين وكبار المسئولين فى أى دولة تنشد النهوض! خير الكلام: اطلب حاجتك ممن تشاء تكن أسيره! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله