21 أبريل.. ورشة عمل حول جودة التعليم بجامعة أسيوط    بدء موسم حصاد وتوريد القمح بالشرقية لعام 2024    الرئيس الأمريكي وزوجته ينشران إقرارهما الضريبي    الأهلي يطلب السعة الكاملة للجماهير في مواجهة مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا    تأجيل محاكمة المتهمين برشوة الجمارك لجلسة مايو المقبل    شديد الحرارة ورياح مثيرة للرمال والأتربة.. الأرصاد تحذر من طقس الغد    20 أبريل.. انطلاق عروض مهرجان بؤرة لمسرح المدرج بجامعة دمنهور    فصل التيار الكهربائي "الأسبوع المقبل" عن بعض المناطق بمدينة بني سويف 4 أيام للصيانة    بعد ال 700 جنيه زيادة.. كم تكلفة تجديد رخصة السيارة الملاكي 3 سنوات؟    القاصد يشهد اللقاء التعريفي لبرامج هيئة فولبرايت مصر للباحثين بجامعة المنوفية    توقف العمليات في مطار دبي الدولي مؤقتاً بسبب عاصفة شديدة    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    وزير الأوقاف: إن كانت الناس لا تراك فيكفيك أن الله يراك    رئيس ريال مدريد يرد على ماكرون بشأن مبابي    «الأهلي مش بتاعك».. مدحت شلبي يوجه رسالة نارية ل كولر    غدا.. انطلاق بطولة الجمهورية للاسكواش في نادي مدينتي    محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2024    وزير الري يتابع تطوير منظومة صيانة المجاري المائية    الملابس الداخلية ممنوعة.. شواطئ الغردقة تقر غرامة فورية 100 جنيه للمخالفين    هل يجوز العلاج في درجة تأمينية أعلى؟.. ضوابط علاج المؤمن عليه في التأمينات الاجتماعية    إيرادات الأفلام..«شقو» يواصل صدارة شباك التذاكر.. والحريفة في المركز الأخير    مصطفى كامل يوضح أسباب إقرار الرسوم النسبية الجديدة على الفرق والمطربين    الأوبرا تحيي ذكرى الأبنودي وصلاح جاهين بالإسكندرية    توقعات برج الدلو في النصف الثاني من أبريل 2024: فرص غير متوقعة للحب    فى ذكرى ميلاده.. تعرف على 6 أعمال غنى فيها عمار الشريعي بصوته    وزير الصحة: 700 مليون جنيه تكلفة الخطة الوقائية لمرضى الهيموفيليا على نفقة التأمين الصحي    "بعد السوبر هاتريك".. بالمر: أشكر تشيلسي على منحي فرصة التألق    جامعة الإسكندرية الأفضل عالميًا في 18 تخصصًا بتصنيف QS لعام 2024    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    الطب البيطرى بالجيزة يشن حملات تفتيشية على أسواق الأسماك    مؤتمر كين: ندرك مدى خطورة أرسنال.. وتعلمنا دروس لقاء الذهاب    تفاصيل المرحلة الثانية من قافلة المساعدات السادسة ل "التحالف الوطني" المصري إلى قطاع غزة    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    يعود بعد غياب.. تفاصيل حفل ماهر زين في مصر    وزارة الأوقاف تنشر بيانا بتحسين أحوال الأئمة المعينين منذ عام 2014    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    ضبط 7 آلاف قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة شروط تعاقد خلال 24 ساعة    تجديد حبس 3 أشخاص بتهمة تزوير محررات رسمية بعابدين    المؤبد لمتهم و10 سنوات لآخر بتهمة الإتجار بالمخدرات ومقاومة السلطات بسوهاج    بضربة شوية.. مقتل منجد في مشاجرة الجيران بسوهاج    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار والعواصف وصواعق البرق فى باكستان ل 41 قتيلا    موعد مباراة سيدات يد الأهلى أمام بطل الكونغو لحسم برونزية السوبر الأفريقى    "التعليم" تخاطب المديريات بشأن المراجعات المجانية للطلاب.. و4 إجراءات للتنظيم (تفاصيل)    برلماني يطالب بمراجعة اشتراطات مشاركة القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    بالتزامن مع تغيير الفصول.. طرق الحفاظ على صحة العيون    بعد تصديق الرئيس، 5 حقوق وإعفاءات للمسنين فى القانون الجديد    الرئيس الصيني يدعو إلى تعزيز التعاون مع ألمانيا    الصادرات السلعية المصرية تسجل 9 مليارات و612 مليون دولار بنسبة ارتفاع 5.3%    ننشر قواعد التقديم للطلاب الجدد في المدارس المصرية اليابانية 2025    الصين تؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    «الصحة» تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطلاق «الأبيض»
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 07 - 2018

أنا سيدة تعديت سن الأربعين بقليل، وزوجى يكبرنى بعدة سنوات، ولدينا ثلاثة أبناء، وقد رحلت والدتى عن الحياة، وكانت تتقاضى معاشا كبيرا عن والدى، وأوعز إلىّ البعض بأننى من الممكن أن أحصل على هذا المعاش باعتبارى الابنة الوحيدة لأبوىّ بشرط أن أنفصل عن زوجى على الورق فقط، بينما يكون بيننا عقد زواج عرفى، ولما علم زوجى بذلك راقت له الفكرة، لكننى أرفضها تماما، فهى غير مريحة لى، وقد تنعكس على أولادى فى المستقبل إذا رحلت عن الحياة وأنا منفصلة رسميا عن أبيهم، فأوراق الحكومة لا تعترف بالزواج العرفى، كما أن هذا التصرف محرم وفقا لما علمته، فماذا أفعل لأقنع زوجى بعدم الإقدام على هذه الخطوة تحت أى ظرف من الظروف؟.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
إن هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة يسمونها «الطلاق الأبيض»، مع أن الطلاق واحد، ليس فيه أبيض ولا أسود، وهذه الظاهرة تفشت بشكل لافت للنظر فى السنوات الأخيرة، وهى تنم عن ضعف الإيمان واستخدام رابطة الزواج المقدسة فى الاحتيال والغش للوصول إلى أخذ ما ليس بحق، والتحايل على القانون والدين، فالغاية لا تبرر الوسيلة والتحايل باسم الدين والتلاعب بالطلاق ليس بأمر هيّن، فهو عند الله عظيم، حيث لا يجوز شرعا الطلاق و«التفريق الصورى» بين الزوجين للحصول على امتيازات وحقوق يستفاد منها كأن يطلق زوجته بهدف الحصول على سكن بمختلف الصيغ باعتباره مطلقا وزوجته تحصل على سكن باعتبارها مطلقة، ويبقيان معا، ويمارسان الحياة الزوجية العادية، متصورين أنهما يعيشان فى الحلال وفى أحسن الأحوال يجددان قراءة الفاتحة، ويظنان أن ذلك جائز! إن الطلاق كما هو معروف فى الإسلام هو حل رابطة الزواج بلفظ صريح أو كناية يشترط فيها نية الطلاق وهو مباح، وقد شرّعه الله عز وجل لاستحالة التوافق بين زوجين انعدمت المودة والرحمة بينهما، حيث يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ» (الطلاق 1) فهو إذن حل لمعضلة استحال حلها بجميع الطرق، ومصطلح ديني، وحكم شرعى لا يجوز لأحد الهزل به ولا العبث بأحكامه.
إن الشرع ليس فيه «زواج أبيض» ولا «طلاق أبيض»، وإن الإثم يزيد على فاعليهما «الرجل وزوجته» لو قصدا منه التوصل إلى فعل محرَّم أصلاً، كمن يسعى به للتهرب من حقوق الناس وديونهم، ومثل من تريد أخذ إعانة مطلقة من مؤسسة أو جهة حكومية أو غيرها.
لقد منع الله سبحانه وتعالى أن تتخذ آيات الله هزواً وأن يتكلم الرجل بآيات الله التى هى العقود إلا على وجه الجد الذى يقصد به موجباتها الشرعية، ولهذا ينهى عن الهزل بها، واللجوء إليها بقصد التحايل والغش، ويدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى: «وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا» (البقرة 231)، وقول النبى صلى الله عليه وسلم: «ما بال أقوام يلعبون بحدود الله ويستهزؤن بآياته فاعلم أن اللعب بها حرام»،
فإذا طلَّق الرجل امرأته لفظاً وقع طلاقه، ولو كان لا يقصد به إنفاذ الطلاق، وخاصة إذا صدر حكم الطلاق من المحكمة فهو طلاق بائن بينونة صغرى لا تعود له إلا بعقد جديد ولو كان الزوج يقصد من الطلاق الحصول على سكن مثلا، ثم يعيدها إلى عصمته بعد ذلك فهو فعل محرَّم، وهناك محذوران آخران هما: الأول: التحايل والكذب، وشهادة الزور، فهو يتحايل على الدولة ويخدعها من أجل الحصول على سكن وهذا محرم ، والثانى: أنه يريد التوصل ب «الطلاق الأبيض»، الزواج من ثانية فهذا أيضا فيه كذب، وقد جاء فى ديننا النهى عن سوء الأخلاق لما فى ذلك من الخطر العظيم على الدين والفرد والأسرة.
فعن جرير بن عبد الله رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من غشنا فليس منا»، فلنتق الله فى العقود الشرعية، ولا نجعل الطلاق والميثاق الغليظ والرباط المقدس بين الزوج والزوجة لعبة وغرضا، ولا نتخذها مطايا لغايات دنيوية محرّمة، وعلى من يفكرون بهذه الطريقة المدمرة أن يتأملوا فيما يمكن أن تسببه أفعالهم بإيقاعهم فى الحرج الشديد أو الحرمان من الحقوق وغير ذلك، وأن يضعوا نصب أعينهم الآية القرآنية القاطعة للرد على كل من يلجأ إلى «الطلاق الصورى» طلبا لمنفعة، وهى قوله تعالى: «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» (الطلاق 2و3)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.