عاش حياة حافة بالعطاء والعمل تبوأ مناصب مهمة فى الدولة، وكان أول محافظ لمحافظة حلوان، قدرى ابوحسين من الصعب أن تختصره فى منصب أو موقع كان رجلا جامعا للناس من حوله، صداقته تتسع للجميع، وكان هذا يظهر جليا فى حفلات الإفطار أو السحور التى كانت تنظمها جمعية أبناء محافظة سوهاج التى يرأسها بجدارة منذ سنوات طويلة، فى هذه المناسبات كانت تظهر بجلاء قيمة وقامة قدرى أبوحسين فهو يحتفى بالصغير قبل الكبير يمنح المكان طاقة من الود ويحسن بثقة عالية فى النفس استقبال ضيوفه وضيوف الجمعية من كبار رجال الدولة وعندما يعتلى المنصة للخطابة يكون كبيرا يمتلك ناصية اللغة العربية يتكلم بأسلوب بارع ويصف الحضور بعبارات وكلمات تعكس صفاء روحه ونقاء سريرته. كان يجمع أبناء سوهاج من كل مكان فى ربوع مصر، والجميع يلبى الدعوة من وزراء ومحافظين ورجال أعمال واعلاميين ورجال القوات المسلحة والشرطة والسلك القضائى وقيادات العمال والتعليم وكل فئات المجتمع الشرفاء. كل من حوله يشعر بالامتنان له كونه وفيا كريما فى دعوته يجلس على المنصة وسط قامات كبيرة من أبناء سوهاج وكان يحرص الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب على حضور المناسبة والقاء كلمة لأبناء سوهاج تقديرا منه لجمعية أبناء سوهاج. سوهاج، ستبقى وفية لابنها البار قدرى ابوحسين وتكريمه أبسط شىء يمكن تقديمه له من خلال إطلاق اسمه على أحد شوارع سوهاج أو اختيار مدرسة باسمه حتى تتذكره الأجيال القادمة وتتعرف على قصة حياته كنموذج عاش وأخلص فى العمل فى إدارة المحليات الصعبة بمسئولياتها ولكنه كان حاسما فى القرارات يعلى المصلحة العليا على ما سواها يعرف حدود واجباته، وبعد أن ترك المهام الرسمية اسس حزبا هو حزب مصر بلدى، وكان يأمل فى أن يكون مؤثرا ولم يتخل عن هذا الأمل حتى اللحظة الأخيرة على الرغم من المرض الذى اتعبه وجعله غير قادر على تحمل الأعباء المطلوبة، وكانت إشارة ربما لم يلتفت اليها البعض فى رمضان الماضى وهى، أنه لم ينظم اللقاء السنوى كالعادة ووسط زحمة الحياة مرت المناسبة. سيبقى اسمه فى الوجدان بكل الصفات والمعانى الجميلة التى عاش من أجلها. لمزيد من مقالات ماهر مقلد