عندما دعانى بلدياتى لحضور فرح ابنه ، على بُعد عدة كيلومترات، سارعت، وفوجئت بالعدد الكبير من الحاضرين بما يزيد على سعة القاعة المحجوزة للحفل. جلس البعض أمام القاعة ووقف البعض الآخر لتمضية بعض الوقت ،انتظاراً لموعد مناسب للمغادرة. وحال الازدحام دون تهنئتى العروسين والتقاط صورة معهما كالمعتاد.وترك هذا أثراً سلبياً فى داخلى دون أن أعلم -حتى الآن- أثر ذلك على العروسين. وبعد أن شاركت مع ابنتى فى فرح بإحدى القرى ، سألتها عن انطباعها، فقالت: وزعوا المأكولات والمشروبات على الرجال وتركوا النساء دون شربة ماء. فقد كان العدد كبيراً،ويأتى الناس فى مجموعات. وتركت الواقعتان انطباعاً عندى بأن الزيادة السكانية العالية فى مصر انعكست على زيادة المدعوين إلى الأفراح، فى الوقت الذى ظلت فيه طريقة الدعوة إلى الفرح أو الاستجابة لهاكما هى دون تطوير. فإذا كان الهدف هو إشهار الزواج بمشاركة الناس من أقارب العروسين ومعارفهما من الزملاء والأصدقاء والجيران ، فإنه من الأفضل تطوير الدعوة وطريقة الاستجابة لها. فالدعوة تتم لكل من له حق فى المشاركة مع إحاطته علماً بظروف الحفل من حيث عدد المقاعد المتوافرة وحجم الضيافة المقدم سواء وجبة كاملة أو مشروبا فقط أو مابينهما، وكذلك طريقة المشاركة بالحضور أو الاتصال التليفونى أو البرقى أو على الانترنت. فهذا يجعل المدعو يضع توقعات واقعية ويستعد للتعامل مع ذلك. كما أن الداعى يكون متخففاً من توقعات المدعو ، ويضع فى حسبانه إمكانية عدم حضوره. والإيجابية فى ذلك أن المشاركة ستزيد لتنوع وسائل الرد، وهو ما يعزز العلانية لشرعية الزواج، ويزيد مساحة الأمنيات بحياة زوجية سعيدة، ويحافظ على الروابط الاجتماعية ويلغى إحساس البعض بأنه لم تتم دعوته لأسباب اجتماعية أوغيرها فضلاً عن إلغاء احتمال التفسير السلبى لعدم الرد. لمزيد من مقالات عاطف صقر