من تابع مباريات كأس العالم فى كرة القدم، سيكتشف أنها لم تعد لعبة رياضية مسلية وللاستمتاع فقط، بل ارتبطت هى الأخرى بالعلوم الحديثة، والتكنولوجيا، والبحث العلمى ومكوناته الرئيسية من، إحصائيات وفروض وإمكانات مادية وبشرية، ولم تعد المواهب الرياضية وحدها قادرة على تحقيق الانتصار دون أن تدخل المنظومة العلمية المتكاملة، والتى باتت جزءا لا يتجزأ من العمل الرياضى لإحراز البطولات والتتويج واعتبار أن العمل الجماعى فرض واجب سواء كان رياضيا أو إداريا أو اقتصاديا. ولن يختلف المشاهدون والمتابعون على الفرق التى صعدت إلى الأدوار الأعلى حتى المباراة النهائية وأن الفرق العريقة ذات الأسماء الرنانة وما تمتلكه من لاعبين ذات مواصفات فنية عالية أو من مواهب يستمتع بقدرتهم ومهاراتهم العالية وخرجت من الأدوار الأولى قد ظلمت أو فاجأها سوء الحظ ودهمها عدم التوفيق بصورة كبيرة أو تعنت الحكام فى عدم حصولها على ما تستحقه مع الأخذ فى الاعتبار بعض الأخطاء البشرية غير المؤثرة. الإحصائيات التى يكشف عنها المحللون وتظهر على الشاشة فى أثناء المباريات، وقياس تحركات الفرق، وقوة الالتحام وتحرك اللاعبين وعدد الكيلومترات التى يجريها الفريق الواحد وكل لاعب على حده، وقياس اللياقة البدنية، وقوة التحمل، وتنفيذ الخطط، وتقسيم الجهد خلال وقت المباراة، وفكر ورؤية المدرب لتنفيذ سيناريوهات جاهزة من قبل المباراة، والمرونة فى التعديل فى أثناء اللعب داخل المستطيل الأخضر، يؤكد أن العلم فرض نفسه على البطولة وأن الفهلوة سيطرت على مفاهيم فريقنا المشارك دون إحراج.