أعظم ما فى يومى 30 يونيو و3 يوليو 2013 هو الاكتشاف العبقرى من جانب الشعب المصرى لطبيعة الخطر الحقيقى الذى يهدد الوطن بأكمله ويتجاوز حدود تهديد الدولة ومؤسساتها الشرعية. لقد اكتشف الشعب المصرى بعبقريته الفطرية أن المسألة أكبر وأعمق من مواجهة حكم الجماعة وإزاحة الغمة لأن ذلك أمر كان يمكن احتماله والتعامل معه لمدى زمنى محدد ولكن الإحساس الصادق من أرض الواقع كان أشبه بأجراس إنذار تدق نواقيس الخطر بأن التباطؤ فى الذهاب إلى التغيير المنشود ولو لبضعة أسابيع سوف يقسم المجتمع إلى فسطاطين يتناصبان العداء وجها لوجه داخل الوطن وبالتالى تتهيأ الأجواء للذهاب إلى حرب أهلية تدمر الوحدة الوطنية. فى هذه الأجواء المضطربة والمشحونة بكل عناصر الخوف والحقد والقلق كان العقل الباطن للمصريين يتنادى على سؤال بالغ الأهمية هو كيف نستطيع أن نحافظ على الوطن وأن نحمى مؤسسات الدولة دون وقوع صدام طاحن يرتب له سكان الفسطاط الذى تعلو فوقه الرايات السوداء التى تريد أن تحل محل الراية الوطنية الجامعة لكل المصريين من خلال علم واحد ونشيد واحد لوطن واحد. كان التحدى الكبير هو كيف يمكن لمصر أن تتفادى خطر الانقسام والحرب الأهلية كما حدث فى دول أخرى مجاورة لنا وعزيزة على قلوبنا. وأظن أن نقطة البداية بعد 30 يونيو كانت فى إزالة أى إحساس بالضعف أو الخوف من صيحات التشنج الهادرة فوق منصات التمرد للجماعة وحلفائها.. وهذا هو قيمة وأهمية تلبية القوات المسلحة لنداء الغالبية العظمى من الشعب وذهاب للفريق عبد الفتاح السيسى ليتصدر منصة 3 يوليو مشاركا كافة الأطياف السياسية فى وضع بنود خارطة الطريق.. مجرد تحليل وأتمنى أن يكون صحيحا! خير الكلام: الأفعال صوتها أعلى وأشد من الأقوال! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله