تسويات مابعد انحسار قوات المعارضة السورية عن مناطق حول دمشق وبالجنوب السورى تكشف ملامح مهمة. فبعد انشغال العالم بالمؤتمرات والاجتماعات الدولية حول المشكلة السورية بدت فاعلية قوى محلية واضحة إلى جانب تلك التى تستطيع عقد مساومات مع الأطراف الدولية ومادونها. دور القوى المحلية يتضح فى تنظيم شخصية لبنانية عودة معارضين سوريين بلبنان إلى بلداتهم بسوريا. تتم العودة، وفق تقرير لصحيفة «الشرق الأوسط»، بتنسيق مع مكتب اللواء ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة العسكرية السورية التى تنظم الوضع الأمنى فى ريف دمشق حيث عين القيادى السورى ضابطا من مكتبه رئيساً للجنة المصالحة السورية. هذا الدور للواء ماهر يأتى استكمالا لدور الفرقة الرابعة فى استعادة السلطات السورية سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة فضلا عن الحفاظ على العاصمة ذاتها بعيداً عن سيطرة المعارضة مماجعلها بعيدة عن المعارك المتبادلة المدمرة. كما يلعب حزب الله اللبنانى دورا فى إعادة جانب من اللاجئين السوريين فى لبنان إلى المناطق المحاذية للبنان. وهذا يؤكد الدور السياسى للحزب فى دفع التسوية فى سورياإلى جانب دوره العسكرى هناك. وهذا يعنى أن قوى عسكرية ومدنية سورية ولبنانية تلعب أدواراً فى عملية سياسية بمواصفات سورية. وعلى المستوى الدولى، فإن الدور الروسى الخاص بنشر قوات شرطة فى الجنوب السورى يدل على أنه يستهدف إرضاء إسرائيل التى تخشى من وصول مسلحين معادين لها بالقرب من الجولان السورى المحتل الذى تريد أن تبقى عليه هادئاً. دور الأطراف شبه الرسمية يبرز فى المشهد بتفاهم مع السلطات الرسمية السورية والإقليمية والعالمية. لمزيد من مقالات عاطف صقر