30 يونيو ثورة عصمت مصر من الغرق فى مستنقع الإخوان وأعوانهم من التيارات المتطرفة، التى كشفت عن وجهها القبيح منذ احداث 25 يناير، مرورا بعام حكم الإخوان الأسود، وانتهاءً بتصدرهم أى محاولة تهدف لإسقاط الدولة سواء بنشر الشائعات أواستخدام السلاح لإرهاب المصريين. خلال عام تصدر الإخوان الحكم، وضح جليا أمام الجميع أن ثوب المدنية الذى ارتدته الجماعة لم يكن ثوبها الحقيقي، لكنه كان مجرد غاية لتبرير الانقضاض على الحكم، ومنذ أن دخل قيادات الإخوان كواليس الحكم ودوائر صناعة القرار، لم يتحركوا خطوة إلا وأعقبتها كارثة واستندت الجماعة فى دفاعها دائما عن قراراتها الباطلة برغبتها فى تطبيق شرع الله، لكنهم كانوا يسعون فى الحقيقة لتطبيق شرع المرشد. بعد مرور خمس سنوات على ثورة 30 يونيو نتأكد انها قرار شعبى لتصحيح مسار 25 يناير 2011 لاسترداد ما اختطفته جماعة الإخوان، لأن وصولها إلى السلطة شكّل وضعاً كارثياً للمصريين، خصوصاً أن مرسى الذى جاء بطريق المصادفة، لم يكن مؤهلاً لهذا المنصب الرفيع لا سياسياً ولا بروتوكولياً، مما جعل مكتب الإرشاد يقوم بدور محرك قطع الشطرنج على الرقعة السياسية التى شابها الكثير من الغموض. فى الأيام المئة الأولى من حكم مرسى ثبت أمران: الأول أن الإخوان ليست لديهم رؤية للمستقبل وان مشروع النهضة كان مجرد دعاية انتخابية، والثانى أن الإخوان لا يثقون فى غيرهم، ما خلق فجوة بين كل من هو إخوانى وكل من لا ينتمى لهم وأكبر دليل على هذا أنهم حاولوا إنشاء آلية إعلامية موازية للإعلام الرسمى بعد ان سيطروا على مبنى الاذاعة والتليفزيون واخونة الجهاز الادارى للدولة وايضا تكوين ميليشيات مسلحة من خلال وزير الشباب الاخوانى لعمل مؤتمرات لشباب الجماعة يتم تجنيد وتدريب الشباب كميليشيات عسكرية لخدمة مصالح الجماعة وايضا قيام وزير التموين باسم عودة بتوزيع الخبز على الاهل والعشيرة ولاحظنا ان جميع المحافظين والوزراء كانوا يعملون كعصابة تقصى كل من لا يخدم مصالحهم وتسخير كل اجهزة الدولة لصالح الجماعة الارهابية. ومع مرور الوقت اتسعت الفجوة ووقع حكم الإخوان فى أخطاء سياسية وإعلامية جسيمة، أهمها من وجهة نظرى مؤتمر سد النهضة الإثيوبى الذى تم بثه على الهواء وما زلنا ندفع ثمنه ويغل يد القيادة السياسية وعملت الجماعة الإرهابية والسجين الخائن محمد مرسى بصفته رئيسآ على عزل مصر عن محيطها العربى والإقليمى وتعمد الإساءة الى الدول الشقيقة التى تربطنا بهم علاقة قوية مثل دول الخليج والكثير من الدول التى تربطنا بهم علاقات اقتصادية مهمة من أجل سهولة السيطرة على الوطن. مصر شهدت أسوأ حالات عدم الاستقرار الأمنى وعدم الانضباط فى الشارع المصرى نتيجة ما فعلته الجماعة الإرهابية ورغباتها فى زعزعة الاستقرار والأمن وتهديدهم بحرق البلاد بالكامل وأن لديهم السلاح والافراد المدربة أملا فى عودة المعزول محمد مرسى ونظامه الفاشل، والحقيقة أن الشعب المصرى تحمل الكثير من قتل وحرق وتفجيرات .. ولا ينسى البعض الحال الذى كنا عنده وكيف اصبحنا فإن مقارنة بسيطة ستجعل من الكثيرين يتذكرون ما مروا به من امور صعبة انتهت وذهبت إلى غير رجعة، رغم الدواء المر المتمثل فى القرارات الاقتصادية الصعبة فقد تم حل ازمة طوابير البنزين والخبز التى شهدت الكثير من المشاجرات وصلت لحد مقتل بعض المواطنين ومنع تحويلات المصريين بالخارج خاصة بدول الخليج للاضرار بالاقتصاد المصرى وأيام الظلام بالقاهرة والمحافظات بعدد ساعات يصل الى 14 ساعة يوميا وفيروس «سي» عدو المصريين اللدود يستعد للرحيل فى عام 2020 لتكون مصر بلا مريض وبرنامج تكافل وكرامة الذى استهدف الأسر الفقيرة وكذلك غير القادرين على العمل. والسؤال ماذا لو لم تقم ثورة 30 يونيو .. الاكيد ان مصرنا كانت ستغرق فى مستنقع الضياع وكان سيفتح الأبواب لدخول جماعات إرهابية متطرفة لترسيخ حكم الإخوان، لتحل محل أجهزة الدولة من القوات المسلحة والشرطة المدنية، مع اللعب على ترسيخ سيناريو الانقسام الطائفى بين المسلمين والمسيحيين، وتقسيم المسلمين أنفسهم إلى طوائف تكون الأفضلية فيها لداعمى الجماعة والتخلى عن سيناء للتيارات الجهادية ولنا صورة واضحة كاملة فى الشقيقة سوريا (اكثر من 38 فصيلا يتقاتلون وكل منهم يكبر ويصيح: الله اكبر) فهل يتحول الشعب المصرى إلى كتلة لاجئين ضخمة، بينما تحقق الجماعة أهدافها وتنفذ الأجندات الطامعة والممولة التى تعمل فى خدمتها. إن اعتصام رابعة المسلح، كان مخططا له من اجل تقسيم المجتمع المصرى الذى لم ينقسم أبدا، وكان هذا الاعتصام محاولة لاندلاع حرب أهلية تقف خلفها قوى دولية واقليمية تتآمر على مصر داخليا وخارجيا تحت شعار حماية الشرعية المزيفة، والشعب المصرى الذى خرج بعشرات الملايين لإسقاط هذه الشرعية. ومما لا شك فيه ان حماية الأوطان والحفاظ على سيادتها واستقلالها ومقدراتها مهمة لا يحملها الا العظماء الذين وهبوا أنفسهم من اجل هذا الواجب المقدس دينياً ووطنياً ودستورياً ومن يقرأ السجل التاريخى المجيد للقوات المسلحة يجده حافلاً بالمآثر البطولية والمواقف النضالية التى اثبتت أن هذه المؤسسة الوطنية الكبرى ولاؤها المطلق لله والوطن. ----------------------- نائب رئيس حزب حماة الوطن لمزيد من مقالات محمد الغباشى