رحلت الفنانة آمال فريد عن دنيا البشر فى هدوء شديد بعد حياة دامت نحو80عاما عاشت نصفها فى الظل بين المعاناة والفقر،وعجزت الدولة ونقابة الممثلين عن تخفيف معاناتها فى شهورها الأخيرة، وماتت فى مستشفى شبرا العام، مثل المواطنين البسطاء الذين يبحثون عن العلاج المجانى، قليل التكلفة فى المستشفيات الحكومية ولايجدونه إلا بصعوبة. وأوصت الراحلة بعدم إقامة عزاء لها، فى ترجمة حزينة لما عاشته فى حياتها ، فلم تطلب البكاء والدموع من أحد. وجاء العثور على الفنانة قبل رحيلها بشهور عندما نشرت صورة لها على أحد المقاهى ترتدى ملابس قديمة وتعانى من المرض، بعد سنوات طويلة من الاختفاء داخل منزلها، ولم يكن يهتم بها سوى عدد من سكان العمارة والحارس. هذه الصورة الحزينة لفنانة عاشت دون أن تجد رعاية طبية واجتماعية، بعد انحسار الأضواء والنجومية، تكشف عن الحقيقة المؤلمة والواقع المر الذى يعيشه عدد كبير من الفنانين القدامى الذين يعانون من الجحود والنكران ولايجدون قوت يومهم، ويتعففون عن التسول والظهور الإعلامى، مثل ماحدث مع الفنان عبد العزيز مكيوى أحد نجوم القاهرة ثلاثين الذى عثر عليه فى الشارع، وماتعرض له الفنان الشاب ماهر عصام الذى عاش بلا عمل وفى شقة بالإيجار حتى رحيله المفاجىء منذ أيام، يشير بجلاء لحجم هذه المعاناة. الفن يحتاج لمن يرعاه والفنانون يحتاجون لرعاية ومظلة تحميهم من العوز والحاجة، ولابد من تدخل سريع من وزارات الثقافة والتضامن والصحة، وإصدار وثيقة تأمين عليهم طيلة حياتهم، ومعاشات تحفظ لهم كرامتهم، فالفن أحد أهم أدوات القوة الناعمة للدولة داخليا وفي محيطها العربي.