كنت ومازلت أنظر بدهشة إلى فكرة الاستعجال فى افتتاح جزء من المتحف الكبير، إذ إن ذلك الحدث التاريخى العالمى ينبغى فى تقديرى أن يقدم إلى الدنيا المتحف بأكمله، بحيث يظهر هذا العمل بحجمه الحقيقى الفريد، ولقد تابعت ملف إنشاء هذا الصرح الذى يعكس مجد مصر، منذ أن كان فكرة فى ذهن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، ووجدتنى فى الواقع أهاتفه لأسأله عن جدوى الاستعجال فى افتتاح المتحف الكبير، خاصة أنه شىء له وزن (الحضارة) التى يعرض بعض انعكاساتها، وأجابنى فاروق حسنى أن المتحف الكبير يحتاج إلى نظرة أوسع فهو يقع على مقربة من مطار غرب القاهرة، وأيضا ليس ببعيد عن المنطقة الأثرية فى الأهرامات وعروض الصوت والضوء، وتلك البقعة الفريدة المترامية الأطراف، تحتاج إلى تصور مغاير فى التعامل معها، إذ يمكن إقامة بعض مقار فندقية على نمط «البنجالوز» ، لأن زيارة المتحف الكبير لن تتم فى يوم واحد، فهو شيء أضخم كثيرا من أن نحيط به فى زيارة عابرة، وإنما ينبغى تسويق المقصد الأثرى والسياحى على بعضه، بحيث يهبط الزائرون فى مطار غرب القاهرة ويقيمون لبضعة أيام فى فنادق «البنجالوز» ويتنقلون ما بين المتحف والأهرامات لعدة أيام ويحضرون عروض الصوت والضوء، هذه الباقة لم تدرس، فى حين أنه تخليق لمقصد سياحى تاريخى ليس له مثيل، ويمكن أن يباع ضمن جهود (تسويق مصر) ويصبح فى ذاته رحلة سياحية ثقافية بديعة، والحقيقة أن الإسراع فى الافتتاح الجزئى للمتحف الكبير سيحرمنا من فرصة تسويق المنطقة كلها لأنه سيصادر على نضج المشروع بأكلمه، وتتكرر قصة (متحف الحضارة) فى عين الصيرة الذى سارعنا بافتتاحه جزئيا، ثم أغلقناه منذ سنة انتظارا لاستكماله.. وهكذا أكد لى الوزير فاروق حسنى نفس انطباعى عن الاستعجال فى افتتاح جزئى للمتحف الكبير، وبالمناسبة فإن الانطباع الأول الذى سيتركه (الافتتاح الجزئى) هو الصورة التي سترتسم وتدوم فى ذهن الناس حول العالم، فلماذا لا ننتظر ونعطى هذا المشروع الحضارى العملاق حقه من الاستكمال، ونقدمه حق التقديم إلى العالم، لا بل ونضع فى اعتبارنا الارتقاء بالمنطقة كلها وتسويقها فى الدنيا.. إنه مجرد رأى. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع