تبينت أخطاء كانت رائجة قبل موسم الثورات العربية وبعدها، ولم يعد من المقبول أن تتكرر بعد انكشاف حقيقة جماعة الإخوان المستبدة الغشوم، التى تمارس الشعوذة بخلط الدين بالسياسة بهدف الوصول إلى الحكم ثم البقاء فيه 500 عام، كما قال بعض قادتهم، وكل هذا مع تعاون وثيق مع أشد الأعداء التاريخيين، فقط، من أجل ترسيخ حكمهم! أضف إلى هذا الفظائع التى ظهرت فى جرائم القاعدة وداعش وأمثالهما! لذلك، صار من الواجب الاستفادة من هذه الدروس المريرة التى كانت نتيجة لصراعات لحظة فارقة فى تاريخ هذا الإقليم، عندما أصابت النخب السياسية فى رفضها ومقاومتها لنظم مبارك ونظرائه العرب، ولكنها اقترفت الخطأ التاريخى باعتبار هذه النظم أسوأ الممكنات وأنه لا يهم ترتيب الأوضاع لما بعد التخلص منهم، بيقين، لم يكن هنالك ما يبرره، بأن من يأتى بعدهم سيكون أفضل بالضرورة! ولكن أثبت تتابع الأحداث أن الإخوان وشركاءهم أسوأ من هذه النظم بمراحل، لأنهم ليسوا أطهر منهم فى جرائم الفساد، ولا أفضل منهم فى خطط التنمية والتطوير، ولا أكثر التزاماً بالديمقراطية، كما أنهم زادوا المخاطر بتهديدات حقيقية ترجع بالبلاد المنكوبة بهم إلى العصور الوسطى، بتخريب الوطن واعتباره فى الأصل لهم مع عشيرتهم، وبشق الوحدة الوطنية..إلخ! وأما ما ينبغى التنبيه له بأوضح الكلمات، فهو أن الخطأ لا يزال قائماً فى مصر، بأن يجد الإخوان، وهم فى أضعف حالاتهم هذه المرة، من يوِّسع لهم مجدداً من غير الإخوان! لأن المعارضة التى لم تُعِدّ العُدّة لما بعد الإطاحة بمبارك، بل ساعد بعضُ رموزها فى استيلاء الإخوان على الحكم، لم تبنِ شيئاً منذ استجابة الجيش للاستجارة الشعبية المُطالِبة بالتحرر من كابوس الإخوان. بل إن الخطأ يُستنسَخ، فى أن يقتصر دور الأغلبية الساحقة من المعارضين على نقد ما يأتى من الحكم، وأحياناً من أجهزة الدولة المستقلة عن الحكم، وخلط هذا بذاك، مع التسطيح بالسخرية البسيطة! ثم ينتظر هؤلاء المعارضون أن تتغير الأوضاع لصالح تصوراتهم، مع الافتراض، مرة أخرى، أن أى تغيير سيكون أفضل! وأما التحجج بأن هناك معوِّقات، فمتى خلت السياسة من المعوِّقات؟ [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب