يختلف الأشقاء، وأيضا أبناء العم، ويتبادلون العداء، وقد يتصارعون، أحيانا بسبب الإحساس بالتفوق، أو الشعور بالظلم وفقدان الأمل، وهكذا تسيل دماء، ويسقط ضحايا، وتستمر المواجهات، فريق يكسب، وآخر يخسر، ومع الزمن، تتعقد المشكلة. وهذا هو حال البشر، يتصارعون حول الحقوق، وعند تضارب المصالح، واختلاف القيم، وبدافع الطمع، أنا أطمع فيما في يدك، وأنت تطمع فيما في يدي، وحب التملك غريزة بشرية، ولن نحل مشكلة، مالم نفهم كل أبعادها. ومن تجاربنا نتعلم، أنه في أي صراع، وكل صراع، ينتصر الأقوى أو الأذكى، وينهزم الأضعف أو الأغبى، لكن ردود الفعل تختلف، فريق يرفض الهزيمة، وفريق يحاول الانتقام، وفريق يعترف بالأمر الواقع، وفريق يسعى لإنهاء الصراع، ويستمر الجدل. والناس يختلفون في توجهاتهم، فالبعض يؤمن بحتمية الصراع، والبعض يستفيد من استمراره، وهناك من يراه بلا طائل، فكل طرف غير قادر علي محو الآخر، والصراع المفتوح ثمنه فادح، وهكذا ترتفع الجدران العازلة، ومع الهدنة، تطل فكرة التسوية. وكما في أي تسوية، وكل تسوية، لابد من وساطة، وأيضا تفاهمات لحل التناقضات، والقبول بحلول وسط، هي في حقيقتها تنازلات متبادلة، هدفها مراعاة مصالح الجميع، وتبديد الشك وعدم اليقين، ومعالجة التهميش والظلم، وضمان الأمن والأمل. ومالم يتحقق ذلك، حتما يستمر الصراع، سواء كان صراع حدود، أو صراع وجود، أو صراع مصالح، حتى تأتي لحظة، يدرك فيها الجميع، أنه حتى نحقن الدماء، لابد من حل عادل ودائم، يحقق السلام والتعايش، والأهم من السلام حفظ السلام. لمزيد من مقالات عبدالعزيز محمود