أعتقد أننا نخطيء فى حق أنفسنا عندما نبالغ فى جلد النفس والذات باسم حرية الكلمة وحق النقد، وننسى أو نتناسى أن كلمة حق فى حق أنفسنا ليست عيبا ولا عارا يجب أن نخجل منه تجنبا لشبهة الاتهام بالنفاق والزلفى لهذا أو ذاك. نعم نحن نخطيء فى حق أنفسنا كثيرا عندما لا ترصد كاميراتنا ولا تتحدث أقلامنا إلا على كل ما هو سييء وقبيح وناقص بينما نتعامى – عمدا أو تقصيرا – عن رؤية لوحات مبهرة للإعجاز والإنجاز لم يصنعها أحد لنا وإنما نحن المصريين الذين صنعناها بإرادتنا الحرة وعقولنا المتميزة وجهودنا المخلصة. وليس عيبا أن نعترف بأن لدينا أوجه قصور معيبة فى أدائنا الصحفى والإعلامى لأنه من غير المعقول أن ترى المؤسسات الدولية ما لا نراه نحن من نمو وازدهار ملحوظ على أرض مصر فى السنوات الأربع الأخيرة يصل إلى حد المعجزة الإصلاحية والتنموية. وليست هذه دعوة للصمت عن كشف الأخطاء والسلبيات فى مسيرة العمل الوطنى، ولا هى صيحة لدق الطبول والمزامير لأحد وإنما هى – بالحق كله – نداء ذاتى لاستنهاض روح الإحساس بالمسئولية المتوازنة، وأنه بمثل ما نتباهى بشجاعة النقد الذى ينزلق به البعض للأسف الشديد إلى حد التجريح غير المقبول عند التعرض للسلبيات والنواقص فإن علينا ألا نخجل من قول كلمة الحق الواجبة فى حق أى إنجاز يستحق الإشادة. وفى كل الدول المتقدمة يحكم الأداء الإعلامى معايير مكتوبة وأعراف غير مكتوبة تهتدى بها وسائل الإعلام فى أدائها تحت لافتة متوافق عليها اسمها “الإحساس الذاتى بالمصلحة العامة”.. وعلينا أن نقتدى بمن سبقونا ونهضوا بأوطانهم! وأقول فى النهاية: إن تغييب كلمة الحق هو قمة الظلم لأنفسنا ويعكس إصرارا لدى البعض على إطفاء أى مصباح مضيء فى فضاء مصر الفسيح.. فهل هى عقدة كراهية الضوء وعشق الظلام عند البعض.. هذا هو السؤال! خير الكلام: لا تصدق كذوبا إذا أراد أن ينفعك برأيه كان سببا فى أذاك! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله