استوقفتنى ظاهرة المشردين الذين يهيمون على وجوههم فى الشوارع، ومعظهم يعانون أمراضا عقلية، وبينهم سيدات يتعرضن لألوان من التعذيب والتحرش بعد أن دفعت بهن دور الرعاية التى كن يقمن بها إلى خارج جدرانها، وهكذا أصبحنا أمام مشكلة تؤرق الجميع، ولا تقتصر هذه الظاهرة على الشوارع الجانبية، وإنما توجد أيضا فى الشوارع الرئيسية ومنها رمسيس، والجلاء، ولا يدرك هؤلاء المرضى حقيقة أنفسهم، فلقد فقدوا عقولهم وأهليتهم، وهناك من يعطف عليهم، وهناك من يتجرد من المشاعر الإنسانية ويتصرف معهم بقسوة، ويؤذيهم غير مبال بحالتهم النفسية والعقلية. والمدهش أنه لا أحد يريد أن يتحمل مسئوليتهم، فإذا خاطبنا دور المسنين، واتخذنا إجراءات دخول أحدهم دارا ما، فإن مسئوليها يخرجونه بعد أسابيع، بحجة أن حالته الصحية والعقلية لا تتناسب مع المسنين الطبيعيين الذين لا يعانون متاعب عقلية أو نفسية، وإذا أخذناه إلى مستشفى للأمراض العقلية والنفسية، فإنه لا يلبث فيه بضعة أسابيع، ثم يكتبون له روشتة خروج للعلاج من المنزل بحجة إخلاء مكانه لمريض آخر.. هذه المشكلة التى تزداد خطورتها يوما بعد آخر تتطلب تدخلا عاجلا من السيدة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، بحيث يتم وضع حلول نهائية لها، وليس إجراءات مسكنة، على أن يكون هناك تعاون تام مع وزارة الصحة، وأن تولى الوزيرة الجديدة الدكتورة هالة زايد اهتمامها بملف المرضى النفسيين والعقليين الذين لا عائل لهم، وليكن لمجلس النواب دور فى هذا الصدد، فما أقسى أن يتعرض الإنسان للبهدلة فى أواخر عمره، ويجد نفسه بلا سند ولا معين.. لقد حان الوقت لمراجعة أوضاع هذه الفئة المظلومة حفاظا على كرامتهم، وتكريما لهم، وحمايتهم من الأخطار، وكفاهم عذابا فى الحياة. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد البرى