سايمون سينك صاحب كتاب "أبدأ بلماذا" يحكي قصته مع القراءة فيقول إن معظم الناس لا تدرك حقيقة كونه كان كارها للقراءة حتى بلوغه عامه الثامن عشر، وأنه لم يقرأ كتابا واحدا حتى ذلك العمر إلا وهو مجبر كجزء من واجباته الدراسية، هذا على الرغم من المحاولات المستمرة لأساتذته بالمدرسة لحثه على القراءة. ويقودنا الكاتب إلى أهمية الملهمين في حياته والذين تعرف عليهم من خلال الإنترنت وأقنعوه بأهمية القراءة لأنهم اهتموا بتعريفه لماذا يجب أن يقرأ؟، فهم لم يهتموا أبدا بماذا أو كيف يقرأ مثلما فعل أساتذته الذين فشلوا في محاولاتهم لجذبه لعالم القراءة. ويقول سايمون سينك إن الملهمين كان لديهم علاقات وأعمال ناجحة.. وبدأوا بسؤاله: هل تريد أن تنجذب إليك الفتاة التي تحبها؟!، هل تريد أن تبني مشروعا جيدا؟!، هل تريد أن تصنع علاقات فعالة؟! .. فأجابهم: نعم بالطبع.. فقالوا له إذا اقرأ. عليك بقراءة كتاب عن كيفية التأثير الجيد في الأصدقاء وعن كيفية أن تصبح رجلا عظيما وقائدا. وهنا اتضح لسايمون سينك أن هذه هى الطريقة المثلى التي يؤثر بها القادة على الناس ويدفعونهم للقيام بالأعمال والإنجازات الناجحة.. أدرك سايمون سينك حينها حقيقة أن معظم الأشخاص والمؤسسات يعرفون ماذا يقومون به من أعمال وكيف يقومون بهذه الأعمال ولكنهم لا يعرفون لماذا يقومون بهذه الأعمال ولكن الملهمون يهتمون بمعرفة لماذا يقومون بما يفعلون. يوضح لنا سايمون سينك حقيقة مفادها أن معظم المؤسسات تهتم بأن تقول للعملاء مميزات وخصائص منتجاتهم، يريدون أن يخبرونك عن جودة هذه المنتجات ولكن في المقابل معظم العملاء لا يهتمون في حقيقة الأمر بأن تخبرهم بمساحة معالجة الجهاز بشكل دقيق ولا يريدون معرفة كيف تعمل الشرائح بشكل جيد وإنما يحتاج العملاء لأن تقول لهم لماذا عليهم شراء منتجك؟!، أن تقول لهم أن مؤسستنا تقدر الكفاءة مثلك ولذا ستقدم لك منتجا لتكون أكثر كفاءة في عملك وكمثال الموبايل عليك أن تقول للعملاء إنهم بشرائهم منتجك يستطيعون استخدام أكثر من برنامج في وقت واحد ويستطعون الاحتفاظ بكم أكبر من الملفات والمعلومات بهواتفهم المحمولة. يقودنا سايمون إلى أهمية التركيز على الأهداف والغايات والمصلحة التي تعود علينا وعلى الطرف الآخر من القيام بأي عمل أو بيع أي منتج ويسلط الضوء على حقيقة أن القادة العظماء هم القادرون على أن يكون لهم أحلاما ورؤية مغايرة ويقدرون على إلهام وتحفيز الناس وجدانيا وينير الكتاب الطريق لتحقيق النجاح للناس وبخاصة لأصحاب الأعمال من خلال الاهتمام بفكرة إلهام الموظفين على العمل بتعريفهم الهدف من قيامهم بأعمال ناجحة وبإلهام العملاء لشراء منتجاتهم بمعرفتهم لماذا عليهم شراء منتجاتهم وما الذي سيعود على العملاء في أعمالهم بشرائهم هذه المنتجات وأن قيامك ببيع منتجاتك لا يعتمد فقط على القيام بحملة للترويج أو بتخفيض السعر أو ببث رسائل إيجابية ولكن بإلهام العملاء بالثقة في أن منتجك يحقق لهم ما يريدونه لتحقيق الكفاءة في أعمالهم. أتفق تماما مع سايمون سينك في أنه من الأهمية بمكان معرفة لماذا نقوم بما نفعله لكي نجيد ما نعمل ونستمر بالقيام به.. فأنا مثلا لم أبدأ بالاهتمام بالقراءة إلا بعدما أدركت أن القراءة تجعلك تتعرف على ثقافات مختلفة وتسافر إلى أماكن شيقة بعيدة وأنت جالس في مكانك، وأدركت أن القراءة تساعدك على الشعور بالاستمتاع والراحة النفسية وتحد من شعورك بالملل وتصرف ذهنك عن التركيز على توافه الأمور وتضخيمها، وأدركت أن القراءة تجعلك تتعرف على آراء مختلفة ومعلومات قد تكون غائبة عنك، مما يجعلك تفكر بصورة أكثر موضوعية وترى الأمور من أكثر من زاوية، وأدرکت أن القراءة تجعلك تكتسب معلومات مفيدة جديدة بصورة مستمرة في مجالات متنوعة، وأهم ما أدرکت أن القراءة تضمن لك دائما أن لا تعاني من الشعور بالوحدة. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;