بعد أن وصلتنى رسالة بها بيان مجلس الائمة الفيدرالى الاسترالى عن بداية شهر رمضان، أثار محتواه اهتمامى بالمجتمع المتحضر ووضع المسلمين فيه، وضرورة عرض التجربة. فالبيان يعترف بوجود وجهات نظر مختلفة حول طريقة تحديد بداية ونهاية الشهر المبارك بين العلماء بمن فيهم من علماء بارزين فى مجلس الائمة الوطنى الاسترالى. ثم يتناول البيان كيفية معالجة هذه الاختلافات عبر آلية «التشاور» بين كل الائمة، ودعوة المسلمين إلى احترام الاختلافات بتجنب المجادلات التى تؤدى إلى عدم الاتفاق بين المسلمين مع التركيز على عوامل الوحدة والتقرب من الله سبحانه وتعالى. وينتقل البيان إلى نقطة مهمة نعانى سوء معالجتها فى الوطن العربى ؛حيث يؤكد أن الإسلام يحبذ الاهتمام بالتنوع الاجتماعى والثقافى. وهنا تذكرت رسالة من الصديق عامر الصومعى الذاهب حديثا إلى استراليا تحدث فيها عن أن المسلمين باستراليا متنوعون. فهناك الشيعة الذين ينتمون إلى القوميات العربية (من لبنان والعراق) والفارسية (إيران) والأفغانية والهندية ويتجمعون بحى واحد فى العاصمة سيدنى، والأمر كذلك تقريباً بالنسبة للسُنة من العرب خصوصاً، وأن المسيحيين اللبنانيين والسوريين المهاجرين حديثاً يتركزون أيضاً بأحد الأحياء. وأمام هذا التنوع القومى والدينى بدا النضج فى تشجيع البيان للمسلمين على دعوة العائلات غير المسلمة إلى مشاركة المسلمين فى الإفطار من الصيام، وأن يكون شهر رمضان فرصة لتنقية المفاهيم الخاطئة عن الإسلام فى المجتمع الاسترالى الأوسع. ويتسع البيان إلى تذكير المسلمين بأعدادهم القليلة باستراليا بالدعاء لإخوتهم فى الإنسانية بانتهاء الحروب وأن يمنحهم الله سبحانه وتعالى السلام والأمن فى أوطانهم وفى كل العالم. لهذا أقول إن مثل هذه التجربة متحضرة. لمزيد من مقالات عاطف صقر