ماذا لو بدأنا تطبيق معايير الجودة بحق علي وجهاتنا السياحية، دون فلسفة وعلى أيدى خبراء من أى جنسية؟ هل نعى ما معنى هذه العبارة؟ الإجابة بكل صدق سنتفوق على كل منافسينا، فقط بقليلٍ من الصبر والاقتناع ثم البدء فى التنفيذ. شخصيًا أنظر إلى هذا الأمر ببساطة جدا، هذه البساطة التى تكمن فى التأهيل المتكامل للمكان السياحى وللإنسان الذى يعمل كدليل أو مقدم لبرامج السياحة؛ وفى حال تحقيق هذا الشرط، سنضمن رضا السائح الذى سيجد كل ما كان يتطلع إليه. ولتحقيق التنمية السياحية المستدامة والنجاح المطلوب، والمعنيُّ هنا (الإنسان السائح وأهل البلد المضيف، ومقدمى الخدمات السياحية، المكان، المنتج السياحى بمختلف أنواعه بالدولة) ينبغي المحافظة الكاملة على ثقافة وعادات وتقاليد أهل الوجهة السياحية ومجتمعها المحلي؛ على أن تضع الوجهة مبادئ توجيهية، لتفسير وجهة وقواعد سلوكيات الزوار، عند القيام بزيارات لمواقع ثقافية أو بيئية حساسة، وذلك من أجل تقليل تأثير الزائر وتحقيق أقصى قدر من التمتع بها. نعنى هنا أن السائح يجب أن يكون فى حالة رضا كامل، عن جميع الخدمات والمنتجات السياحية التى تقدمها له الوجهة السياحية المحددة. أى إن الوجهة السياحية يجب أن تغطى كل تطلعات وأحلام ورغبات السائح. فلو أخذنا مثلا مدينة شرم الشيخ، فإنه يجب أن يكون هناك رضا كامل من جموع السائحين على كل أنواع المنتجات السياحية، وكذا الخدمات المقدمة لهم. وعلى سبيل المثال وليس الحصر: السعر، الأمن والسلامة، سهولة الوصول للوجهة السياحية، البنية التحتية الممتازة، النظافة الكاملة، الاتصالات الجيدة المرافق العامة الرائعة -الخدمات المتميزة تطبيق كل معايير المحافظة على البيئة والمحميات والطاقة، ومنع التلوث برًا وبحرًا وجوًا (مياه الشرب مياه البحر تصريف النفايات الآمن -الحدّ من التلوث مع اتخاذ كل الإجراءات الآمنة لتحقيق ذلك). وأن تكون وسائل المواصلات العامة والخاصة متوافرة وفى أحسن حال ومحددة الأسعار. توفير حماية أمنية ممتازة دون إزعاج. إصدار القوانين المحددة من قبل الجهات الرسمية لكل شيء فى الوجهة السياحية للمحافظة على التراث والحضارة إلخ. لقد أصبحت السياحة فى عالم اليوم صناعة، تخضع لمعايير جودة مثلها مثل أى منتج. لذلك من المهم جدا التركيز على العنصر البشري، بدءا من عمال ومقدمى خدمات مدربين ويجيدون لغة الضيف بل وثقافته أيضا، والتعامل معه باحتراف، وان تكون عناصر الإدارة متميزة ومدربة كذلك. أيضًا ينبغى الاستفادة من كل نقاط تميز الوجهة السياحية والاستثمار فيها بالصورة التى تحقق الهدف السامي. وأن يتم إبراز كامل للمنتج السياحى بالوجهة السياحية، عن طريق وضع خطط واستراتيجيات تسويقية وترويجية واضحة المعالم على المدى القصير والمتوسط والطويل. وتحديد الأهداف من هذه الخطط. وأن يقوم بذلك موظفون مؤهلون ومعتمدون من وزارة السياحة، بعد حصولهم على دورات تدريبية من جهات معتمدة. ولا ننسى هنا الدور الرئيس للسياحة العلاجية، لذلك يجب الاهتمام بالأطباء الحاصلين على درجات علمية عالية المستوى فى الحقل الطبي، تؤهلهم للعمل فى السياحة العلاجية، وأن يتم اعتماد هذه المؤهلات من وزارة الصحة بعد اجتيازهم بعض الشروط الخاصة جدا. ومن هذه الشروط، الخضوع لدورات تدريبية بإشراف مباشر من وزارة الصحة ووزارة السياحة كل فيما يخصه. وأخيرا المحافظة على ثقافة الشعب المضيف وعاداته وتقاليده، وإرضاء السائح فى إطار أخلاقى مع دعم للمجتمع المحلى وتنميته. أخيرا أتساءل هل يمكننا أن نبدأ بهدوء تطبيق كل معايير الجودة فى وجهاتنا السياحية خطوة خطوة؟ لمزيد من مقالات ◀ د. حسام درويش