يعتبر مرض السكر من الأمراض المنتشرة لدى العديد من الفئات العمرية، ويحرص العديد من المرضى على عدم إضاعة فرصة الصوم فى الشهر الكريم، لذلك ينصح خبراء التغذية والأطباء بضرورة ان يستشير مريض السكر طبيبه المعالج قبل بدء الصوم بفترة كافية، تجنباً للمضاعفات التى قد تنجم عن الصوم. وينصح الدكتور طارق لطفى، استشارى الأمراض الباطنة والغدد الصماء بجامعة القاهرة، مرضى السكر الذين يتناولون الأنسولين بعدم الصوم تجنبا لانخفاض مستوى السكر فى الدم بصورة مفاجئة، والتى قد تودى بحياة المريض إذا لم يتم إسعافه على الفور. وفى حالة إصرار المريض على الصوم رغم ضعف حالته الصحية فيجب ان تتضمن وجبة السحور المواد النشوية والأطعمة الغنية بالألياف والتى تمد الجسم بالطاقة اللازمة حتى يستطيع ان يتحمل طول فترة الصوم، ومنها الحبوب الكاملة والخبز والبطاطا، بالإضافة إلى الخضر والفاكهة لضمان الحصول على نسب عالية من الفيتامينات والأملاح المعدنية. من جانبه أوضح الدكتور صابر أبوعرب أستاذ صحة الغذاء بالمركز القومى للبحوث، أن مرضى السكر تختلف حالاتهم من مريضٍ لآخرٍ، ويتوقف ذلك على عوامل كثيرةٍ فمريض السكر الذى يعتمد على حقن الأنسولين فى العلاج لا يستحب له الصيام لحدوث تفاوت فى نسب السكر بين الارتفاع والانخفاض على مدار اليوم الواحد، أما مريض السكر من النوع الثانى والذى يعتمد على الأقراص التى تقلل مقاومة أجهزة الجسم فى امتصاص السكر فى الدم وتحسن من عمل الأنسولين الطبيعى فى الجسم من الممكن أن يصوم، مع الأخذ فى الاعتبار تأخير وجبة السحور والاعتماد على البروتينات والخضراوات بقدر مناسب، وعدم الإفراط فى تناول الحلويات أو المشروبات مرتفعة نسبة السكر، والإكثار من شرب السوائل غير المحلاة بعد الإفطار وعدم التعرض لأشعة الشمس أو القيام بأى مجهود بدنى خلال فترة الصيام، مع الالتزام بالنظام الغذائى المحدد لهم، ومن ذلك تناول 3 وجبات وهى : الإفطار ووجبة خفيفة فى منتصف الليل ووجبة السحور يومياً، والامتناع عن الأطعمة التى تحتوى قدرا كبيرا من السكريات البسيطة والدهون المشبعة.
