هذا ليس حديثا عن الأمس.. لكنه عن الغد صحيح أنه بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لحرب العاشر من رمضان المجيدة التى استرد بها العرب جميعا كرامتهم ومن ثم وهذا مهم وضرورى لمعرفة ودراسة كيف فعلها المصريون بالإيمان والعلم والاتفاق منذ أن هب الشعب فى يونيو 1967 حتى تفجر الزلزال فى الدقيقة الخامسة من الساعة الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 ميلادية 10 رمضان 1393 هجرية.. ومع حتمية معرفة ماذا جرى وكيف.. والحديث عن البطولات التى فاقت الأساطير، إلا أننا انطلاقا مما كان نصل إلى اليوم للإطلال على ما يواجهنا ونستشرف الغد باحتمالاته غير المريحة فى ضوء ما يجرى على أرضنا وعلى حدودنا وفيما حولنا. ولعل الناس من فرط الإيمان الوطنى والقومى يتساءلون عن كيف نسكت على الممارسات اللا أخلاقية واللا إنسانية واللا قانونية، التى تمارسها إسرائيل مع الشعب الفلسطينى وعلى أرضه المحتلة دون رادع بل وبدعم غير محدود من الولاياتالمتحدةالأمريكية التى جعلت من الأممالمتحدة المنظمة الأممية ألعوبة فى يدها؟! ويصل الحماس بالبعض فى مصر إلى حد القول: «لم لا نردع المعتدي؟ لم لا نحارب؟» وهنا.. وبسرعة، تجيء الإجابة التى ربما تكون صادمة وهى أنه «لا حرب».. وهكذا قال الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إجابته على الأسئلة الموجهة إليه بمنتدى الشباب وأذيعت على الهواء فى اليوم السابع لشهر رمضان الفضيل، وأضاف أن الحرب لها حساباتها ومواريثها وليست قرارا انفعاليا.. وإذا اتفق كاتب هذه السطور مع ما قاله الرئيس فذلك ليس بالتبعية مع كل التقدير والاحترام لمقام الرئاسة ولما تعلمه وتدركه وإنما أيضا لاقتناعى بهذا تماما.. ومن المصادفات أنه فى اليوم السابق لحديث الرئيس، كان لى حظ التحدث فى ندوة حزبية عن «فلسطين وذكرى سبعين سنة على النكبة» وكان منطقيا أن يتطرق الحديث إلى الموقف الراهن.. وطالب البعض فى مداخلاته بضرورة أن نتصدى لإسرائيل حتى ولو أدى ذلك إلى الحرب، وجاءت إجاباتى شرطا وتحليلا لما يجرى الآن فلسطينيا وعربيا وإقليميا ودوليا.. وقلت بوضوح إننا لن نحارب هذا رأيى فأنه لا ينبغى أن يدفعنا أحد إلى حرب فى أى توقيت وأى ظروف.. فالحرب ليست نزهة.. وخلال مناقشة طويلة قلت إنه «مع ذلك فإنه يمكن أن ندخل الحرب فورا إذا ما مس أحد شرف مصر.. فأن القوات المسلحة. فيما أعرف وأفهم مستعدة على مدار الساعة، للدفاع عن حدود مصر وأمنها.. ولن تتأخر لحظة مدعومة من الشعب كله.. ولذلك للمتشككين فإن مصر التى تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب والحكومة الخفية التى تديره وتدعمه وتخوض فى ذات الوقت معارك التنمية الحضارية الشاملة.. فإنها تعى جيدا دروس حرب أكتوبر وتستمر فى التسلح الحديث من مصادر متعددة وهذا واضح ومعلن فضلا عن التنمية البشرية مدنيا وعسكريا نحن إذن بالحسابات الدقيقة لن نحارب، لأننا دولة تؤمن بالسلام وشعب مسالم وعبر تاريخه لم يعتد ولم يغدر.. لكنه مستعد الآن وفورا أن يقاتل دفاعا عن العرض والشرف.. والأرض عرض.. والكرامة شرف.. وهو لا يفرط فى حقوقه.. وتلك هى الشخصية المصرية وجوهرها.. وتاريخها الذى يرجع إلى عشرة آلاف وخمسمائة سنة من التاريخ المكتوب المنقوش على الحجر وأوراق البردي. وذلك هو ما يراهن عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي.. ونحن معه.. لكن المهم أن يمارس المسئولون على مختلف المستويات، دورهم وأن تباشر الجهات المعنية مسئولياتها.. وهنا وللأسف نجد نوعا من التقصير.. خاصة إعلاميا وثقافيا.. لأننا نعتبر أن المعرفة والإعلام والثقافة مكونان أساسيان لها هى الأساس فى بناء الدولة.. وفى توضيح المفاهيم وفى صياغة الاستراتيجية.. وليس فقط الترويج لها.. وتلك قصة أخري!. لمزيد من مقالات محمود مراد