المرأة هى المخطئة دائما .. المرأة هى النكدية .. المرأة هى اللى بتكبر المسائل .. المرأة هى صانعة المشكلات .. إذا أردت أن تعرف سر المشاكل فى الحياة فتش عن المرأة .. هذه هى نظرة المجتمع المصرى أو الشرقى بشكل عام .. من خلال تواجدى فى بعض جلسات الإرشاد الأسرى. وجدت أن من يجلسون لإعطاء النصح والإرشاد للأسر وبشكل خاص المرأة، هم من يطالبونها بالتحمل من أجل عدم خراب البيت.. يطالبونها بأن تضغط على أعصابها ومشاعرها حتى تسير السفينة من أجل أن يكبر الأولاد ويتزوجون ويكون هناك شكل اجتماعى مناسب، كل هذا حتى وإن كانت تموت داخليا كل لحظة إما بسبب خيانة الزوج لها أو زواجه بأخرى، لأنه تخطى الخمسين ويرغب فى أن يعيش حياته مرة أخرى وأن يشعر برجولته أو بسبب ضربه لها أو معاملتها بطريقة سيئة أمام الناس .. أو بسبب بخله أو بسبب الإدمان.. كل هذا تتحمله المرأة .. فالرجل يخطيء وعلى المرأة أن تتحمل لأنها الصبورة والحامولة والقادرة على استيعاب كل مساؤى هذا الرجل الذى تخلى عن كل مفاهيم الرجولة، وتخلى عن دوره داخل الأسرة واكتفى بدور الأمر الناهى.. فترك المرأة وحيدة فريسة ضغوط العمل وضغوط الأولاد وضغوط مواعيد التدريبات الرياضية وفريسة تدبير مسئوليات البيت وكذلك فريسة الضغوط النفسية من جراء إهماله لها. تشير الاحصائيات إلى أن المرأة المصرية الأكثر إصابة بالأمراض النفسية، فنجد مثلا مرض الاضطرابات الذهنية فى الذكور 1% والإناث 9%، كل هذا ويطالب المجتمع المرأة بأن تتحمل أن تعشش على بيتها. هذا المقال ليس لإعلان التمرد على الرجال ولكن دعوة لتحمل الرجال مسئوليتهم تجاه أسرهم وتجاه أبنائهم، فالرجل يحاول أن يجتهد فى عمله من أجل تدبير احتياجات الأسرة، ولكن أين دوره داخل الأسرة ومع أبنائه؟؟، فالأسرة مسئولية الرجل والمرأة معا فهما فى سفينة واحدة بما فيها من النفقات وتربية الأبناء والمذاكرة والتدريبات الرياضية، وكفانا أيها المجتمع ظلما للمرأة التى تعمل طوال أيام السنة بدون ايه إجازات أو حوافز أو ترقيات. تعمل كل هذا بدون كلمة حلوة أو كلمة شكر لا تجدها، فتظل حبيسة لآلامها. ونحن فى شهر رمضان أجد حتى الدراما الرمضانية ظالمة للمرأة بشكل كبير ولم تعبر عن مشكلاتها النفسية أو الحياتية،.بل ان معظم المشاهد تكون شكلا من أشكال العنف ضد المرأة. علينا أن نتذكر فى هذا الشهر الكريم قدوتنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كيف كان يوصى بالنساء وكيف كان يعامل زوجاته وكيف كان يترقق فى معاملته معهم، وكيف كان يساعد زوجاته فى شئون المنزل. من هنا نعى أن طلب بعض النساء الطلاق لا يكون نابعا من المرأة، ولكن قد يكون الرجل هو الذى دفعها دفعا إلى هذا الاختيار المؤلم. [email protected] لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر;