لفت نظرى ويستوجب أن يلفت نظر كل مواطن التقرير العاجل الذى أصدرته هيئة الرقابة الإدارية حول النكبة التى عاشتها القاهرة يومى المطر، وكان رئيس الرقابة الإدارية قد قام فى عز النكبة بجولة شاهد خلالها الصورة التى عاشتها القاهرة والأخطاء التى حدثت. وهى على ما أتذكر من المرات النادرة التى يصدر فيها مثل هذا التقرير الذى تحدث بصراحة شديدة عن أزمة توجع آثارها ملايين القاهريين. وأوجز ماورد فى النقاط التالية: 1 إن هيئة الأرصاد سبق أن حذرت كل جهات الدولة بتعرض البلاد إلى رياح شديدة تصاحبها أمطار تصل للسيول فى بعض المناطق، وبالتالى فما حدث لم يكن مفاجأة كاملة. 2 إن كميات الأمطار التى سقطت فاقت القدرة الاستيعابية لمحطات الرفع وأدت إلى ارتفاع منسوب المياه فى هذه المحطات مما أدى إلى تجمعات مائية كبيرة اتجهت إلى محطة محولات كهرباء الحى الرابع بالقاهرة الجديدة فانقطع التيار الكهربائى وهذا أدى إلى خلل جسيم بنظام الصرف فى كل القاهرة. 3 تم اكتشاف أعطال جسيمة وجوهرية فى العديد من الطلمبات ومولدات الكهرباء وشبكات الحريق، ومخالفات فى محطات الصرف تشكل جرائم جنائية تضر بالمال العام. 4 انعدمت الحرفية والمهنية فى إدارة الأزمة وغاب التنسيق بين وزارات الإسكان والكهرباء والنقل ومحافظة القاهرة للاستفادة من قدرات كل منهما. 5 تبين عدم وجود خطوط صرف أو بالوعات بطريقى الكورنيش والأتوستراد مما أدى إلى تجمع المياه وإعاقة حركة المرور بالطريق الدائرى. 6 قال التقرير حرفيا: ترجع المسئولية عن ذلك لكل من رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة ، ورئيس شركة الصرف الصحى للقاهرة الكبرى، واللجنة المسئولة عن استلام وتسلم محطات الصرف الصحى لجهاز مدينة القاهرة الجديدة، ومديرعام التأمين وسلامة الطرق والمكلف بالإشراف على الطريق الدائرى التابع للهيئة العامة للطرق والكبارى، الأمر الذى استوجب إيقاف عدد من المسئولين وإحالة الوقائع إلى المستشار النائب العام لاتخاذ مايلزم من إجراءات قانونية تضع الأمور فى نصابها الصحيح. هل أقول إننا نبدأ دولة الحساب لأى مخطئ دون مجاملة؟