«مفيش بركة فى الوقت» هل سمعت هذه الشكوى كثيرا؟ بالطبع سمعتها على لسان الكثير من السيدات الباحثات عن هذه البركة مع مرور السنين وزيادة المسئوليات وتعدد الأدوار، فالساعات تتسرب من بين أيدينا دون إنجاز الكثير، فهناك من لا تستطيع المواظبة على ممارسة رياضة أو هواية. ومن تتطلع لزيارة الأهل وصلة الرحم ولكنها لا تجد الوقت مع التزامات العمل والأسرة.. ومن تقرر كل يوم أنها ستنظم منزلها وتعيد ترتيبه للتخلص من الكراكيب ولكنها مع دخولها المنزل تتوالى طلبات الأبناء والمكالمات التليفونية وغيرها حتى ينتهى اليوم ولا تنجز شيئا، وغيرها من الأمثلة التى يكون ضيق الوقت هو بطلها.. والسؤال هل يمكن عمليا إيجاد وقت لكل المسئوليات. د.آية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية وعضو المجلس الأعلى للثقافة تقول إن إدارة الوقت تتطلب منهجية علمية حتى تستطيع المرأة الاستفادة بكل وقتها وإنجاز كل مهامها، وهذه المنهجية تقوم أولا على وضع خطة زمنية طويلة الأجل مدتها ثلاثة أشهر لتتيح لها رؤية شاملة ثم خطة أسبوعية تشمل التكليفات والالتزامات الخاصة بالأسرة والعمل والواجبات الاجتماعية، ومع بداية كل أسبوع نضع هذه الالتزامات حسب أهميتها مع تدوين أرقام التليفونات الخاصة بكل مهمة على الهامش. وتنصح دائما بضرورة إنجاز كل تكليف كوحدة واحدة دون انقطاع، فمثلا إذا كانت لديك مجموعة من الرسائل الالكترونية يجب الرد عليها فلابد من إنهائها دفعة واحدة، ونفس الشيء بالنسبة للمكالمات التليفونية، ولابد أيضا من تحديد الوقت المناسب لكل مهمة حسب طبيعتها، فإذا كانت تتطلب تركيزا فيجب اختيار وقت تكون فيه الإنتاجية عالية، وهنا يمكن استغلال أوقات الانتظار عند طبيب أو فى البنك أو فى أثناء تمارين الأبناء لأداء بعض المهام. ويجب إعادة النظر من حين لآخر فى بعض التكليفات لمعرفة هل هى بهذا القدر من الأهمية المخصصة لها أم لا، فأحيانا نبالغ فى أهمية أمر ما ولكن بعد إعادة تفكير يتبين لنا العكس أو نوكله لشخص آخر وبهذا نوفر وقتا إضافيا لنا كتوصيل شيء ما أو دفع بعض الالتزامات. ويراعى عند وضع الخطة الأسبوعية ضرورة ترك فراغات بين المهام تحسبا لأى أمر طارئ كمرض أحد أفراد الأسرة أو غيره. وتشير د.آية إلى أن هناك مهدرات للوقت يجب الانتباه إليها مثل المكالمات التليفونية ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهدة أى مسلسل أو برنامج على التليفزيون، واستقبال زيارات مفاجئة لذلك يجب أن نملك زمام الأمور ونتحكم فى أنفسنا ووقتنا ولا نخجل من الاعتذار عن استقبال مكالمة أو زيارة إذا كنا مشغولين بإنجاز بعض المهام والأولويات، هذا التحكم يجنبنا الضغوط والتوتر وهو ما يميز اليابانيين الذين يتمتعون بمتسع من الوقت لإيمانهم بأن تخطيط ساعة يوفر ثلاث ساعات. وتوجه كلمة للذين يعتبرون أن تخطيط الوقت «خنقة» والتزام قائلة إن التخطيط لا يعنى ذلك بل يجعل لديك رؤية أولية ليومك ثم يمكنك بعدها ترحيل أمر ما أو الاعتذار عنه أو تفويض شخص ما لإنجازه.