بيوتهم من طين، بعضهم يعيش فيها دون سقف ليظلوا فى العراء صيفا وشتاء لولا تدخل أهل الخير والثواب الذين قاموا أخيرا ببناء أسقف لهذه المنازل، ولكن فى النهاية «أهى نومة والسلام» لم نسمع أنهم قاموا بمظاهرة أو أرسلوا حتى شكوى لمسئول عن حياتهم الفقيرة بكل أشكالها، ورغم ذلك هم فقراء تحسبهم أغنياء من التعفف. هى قرية ضمن مئات القرى التى لم يسمع عنها أحد فهى فى جوف الصعيد، أهلها لا يعرفون حياة الكومباوند أو الساحل أو القرى السياحية، اسمها قرية «عزبة التلاهي» تابعة لقرية أكبر «الرزيقات» تابعة لمدينة صغيرة «أرمنت» غرب الأقصر، التهمت النيران فى لحظات معظم منازلها، وأصبح سكانها فى عراء أكثر مما كانوا فيه، الجهات الرسمية وأهل الخير قاموا بتقديم المساعدات تعويضا لهم ولكنها بسيطة لم تصل لبناء مسكن ينقذهم من شمس الصيف الحارقة. هؤلاء الناس ليسوا أقل من سكان عشوائيات المدن الكبيرة والذين تحولت حياتهم بين يوم وليلة من النوم فى خرابة إلى النوم فى مسكن لا يقل عن عمارات الأحياء الراقية. الدولة تقوم بجهود جبارة لإنقاذ حياة البسطاء ورفع المعاناة عنهم، وتقديم مساكن لهم تحترم آدميتهم وبتسهيلات لن تجدها فى أغنى دولة فى العالم. الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان صانع المعجزات فى بناء المدن الجديدة وفى زمن قياسى هل يستطيع الذهاب لهذه القرية البسيطة ليشاهد حجم الخراب هناك والذى سيتحول لعمار وبناء على يديه إن شاء الله محققا رقما قياسيا جديدا. لمزيد من مقالات ◀ عادل صبرى