تلقيت العديد من رسائل القراء، تعقيبا على المقالة السابقة التى تتناول ميكروباص رمسيس ومشاكله وتصميمه.. رسائل حملت فى أغلبها كثيرًا من الهموم والمقارنات مع وسائل المواصلات العامة الأخرى الموجودة داخل مصر.. وكان أهم سؤال وجهه القراء.. كيف تسمح السلطات المحلية - كل فيما يخصه - بجريان تلك المواصلات العامة غير الآدمية وسريانها فى شوارع القاهرة والأقاليم؟! كيف يمكن اعتبار أغلب المواصلات العامة فى خدمة الإنسان المصري؟!.. وهي على العكس تماماً.. تعيق وتعطل المصريين فى السفر والتنقلات، وغير مريحة وضيقة.. ولماذا لا توجد مواصفات وشروط معينة لسيارات نقل الركاب فى مصر؟! خد مثالًا على اختلاف مواصلات نقل الركاب فى القاهرة الكبرى.. تلك المواصلة العامة المنتشرة فى شوارع الجيزة وخاصة فى حي الهرم وفيصل.. عربة "فان" صغيرة.. ماركة ألمانية شهيرة.. لكنها انتاج سبعينات القرن الماضي، أى أنه مر على تصنيعها نحو 50 عامًا وأكثر.. وليس هذا العيب الوحيد والمقصود. فبعيدًا عن الإمكانات الفنية وقدرتها على السير وعوادمها التى تطلقها فى الهواء.. إلا أن المسئولين فى المحليات وافقوا على استخدام هذه ال "فان" الصغيرة فى الحجم وبالتالى فى العدد، وتركوا الكبيرة التى تستخدم فى معظم دول العالم. أما أغلب الدول فتستخدمها استخدامًا شخصيًا أو عائليًا.. ولكن عندنا فى مصر فقررنا أن نستخدمها كوسيلة مواصلات عامة.. كيف ولماذا؟!.. لا أحد يعرف.. لماذا وقع اختيارهم على الضيقة الصغيرة؟!.. لا أحد يعرف.. هل هناك مواصفات معينة لوسيلة المواصلات العامة المصرية؟!.. لا أعرف.. ولا أعتقد أنه يوجد مواصفات وشروط عامة لوسائل المواصلات العامة. خد عندك مثالاً آخر بدأ فى الانتشار فى ربوع مصر المحروسة.. وهو تحويل سيارات النقل إلى سيارات مواصلات عامة لنقل الركاب وذلك بتركيب هيكل معدني ثم رص الكراسي بداخلها. الفرق بين أساسيات التصميمين شاسع.. فسيارة النقل (كبيرها وصغيرها) غير السيارة الملاكي.. فسيارة النقل مصممة لتحمل الأوزان والأطوال والبروز والارتفاعات.. وتكون "عفشتها" قاسية لتغوص فى المطبات وتسير وسط المنحدرات والطرق الريفية والطرق الوعرة.. فكيف بها تتحول فجأة إلى سيارة مريحة قادرة على نقل الركاب؟!.. الإجابة مستحيل طبعًا أن تتحول.. لكن المستحيل تم التغلب عليه والمعجزة قد تحققت.. وأصبحت سيارات النقل سيارات ركاب بين ليلة وضحاها. مرة ثانية.. هل توجد مواصفات لسيارات نقل الركاب فى مصر؟! أترك لكم الإجابة. مثال أخير.. إن كان فى القاهرةوالجيزة وبعض المدن التى عليها ضوء إعلامي يتم تحويل سيارات النقل إلى سيارات نقل الركاب بتوفير غطاء وجسم هيكلى وكراسي متراصة ضيقة.. إلا أنه بعيدًا عن الإعلام وكاميراته وأضوائه.. تحدث مصيبة كبرى داخل فى القرى والنجوع والكفور.. فيتم الإبقاء على سيارات النقل كما هي دون تعديل فى الهيكل لتحمل المسافرين وتنقل الركاب.. كيف هذا؟!.. لا تسأل.. كيف يعتبر هذا آدميا؟!.. ليس مهمًا.. أغلب الظن لأن المصيبة بعيدة عن الكاميرات والأضواء.. ولكن.. كيف يسمح الناس التى تستعمل هذه السيارات بذلك؟! أعتقد لأنه لا يوجد أمامهم إلا تلك المواصلات ولا يوجد قانون يمنع أو يجبر صاحب السيارة.. وإذا وجد لا يطبق. ورغم أن أغلب الوزراء والمحافظين من الأقاليم.. إلا أنهم ينسون أو يتناسون وسيلة المواصلات غير الآمية التى كانت تنقلهم لجامعاتهم ومدارسهم .. ونسوا وتناسوا "مواصفات سيارة نقل الركاب". أعلم جيدا أن قانون المرور الجديد ينص على عدم ترخيص أى سيارة نقل جماعي للركاب مر علي تصنيعها 20 عامًا .. لأسباب انتهاء العمر الافتراضى نتيجة ساعات التشغيل الطويلة وبالتالي تدهور معاملات الأمان، وزيادة استهلاك الوقود وكثرة الأعطال، وزيادة تلويثها للبيئة وتأثيرها على الصحة العامة، وتأثيرها على حركة المرور وانتظامه.. كل هذا منطقى وسليم.. والنظر لعمر السيارة أمر فى غاية الأهمية. لكن يبقى أهم شيء.. وهو راحة الراكب!! فهل سيارة نقل الركاب مريحة ومصممة خصيصا لراحة الركاب.. أم أننا ركزنا فقط على سنة التصنيع.. وتناسينا وضع الكراسي الضيق وبناء وتركيب السيارة.. ومواصفتها.. و"عفشتها". مرة أخيرة.. هل توجد مواصفات لسيارات نقل الركاب فى مصر؟! أترك لكم الإجابة. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد سعيد طنطاوى;