ليس من المعقول أن يقبل أحد من الدول العربية بقيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بمساعدة فرنسا وبريطانيا بضرب الشقيقة سوريا بحجة استخدام الأسلحة الكيماوية فى مدينة دوما السورية. تأييد الضربة الجوية من جانب بعض الدول العربية يعد مشكلة كبرى للعرب جميعاً، وليس من المعقول أن يكون بشار الأسد بهذه الدرجة من السذاجة أو الغباء السياسى الذى به يعطى للغرب الذريعة لضربه بحجة استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، هذا هو نفس السيناريو الذى قضى به الأمريكان على صدام حسين، وبعد عشر سنوات اعترف الأمريكان أنفسهم بأنهم أخطأوا وتعجلوا فى الحكم على امتلاك صدام واستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد الشعب العراقى، ولكن للأسف كان الندم بعد فوات الأوان وبعد مقتل صدام والقضاء على القوة العسكرية العراقية والجيش العراقى والاستيلاء على مقدراته وثرواتها البترولية من جانب الأمريكان الذين نجحوا فى تنفيذ السيناريو بالكامل بمساعدة بعض الأطراف العربية آنذاك، نفس السيناريو العراقى يعيد نفسه الآن فى سوريا، مازالت الأطماع الأمريكية مستمرة فى المنطقة العربية، ولن يهدأ لهم بال إلا إذا قضوا على سوريا واستولوا على ثرواته من الغاز والبترول ومهدوا الطريق سياسياً لإسرائيل لتكون اللاعب الوحيد فى المنطقة وساعتها تكون قضية الجولان السورية قد انتهت إلى الأبد. الغريب أن القمة العربية التى اختتمت أعمالها بالسعودية منذ أيام لم ترفض الضربة للعدوان الثلاثى ضد سوريا، والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة الآن؟ متى يتحرك العرب لإنقاذ سوريا والحفاظ على وحدتها وسيادتها وإنهاء الأزمة المستعرة منذ سنوات ويدفع ثمنها الشعب السورى وحده؟. لمزيد من مقالات د. إبراهيم البهى