العمل الإعلامى قائم بطبعه على السبق الصحفي، والتنافس فيما بين وسائل الإعلام المختلفة للحصول عليه، وصولا إلى التفوق الذى من أجله تنشأ وسائل الإعلام.. غير أن هناك خلطا بين الحصول على مثل هذا السبق أو الاستجابة لما يتم من تسريبات. السبق عمل صحفى متكامل ورائع يكشف الحقيقة كاملة، ويقف من ورائه صحفيون أدوا مهمتهم على أكمل وجه يجب توجيه التحية لهم بل وتكريمهم واجب على أماكن عملهم وقرائهم ومشاهديهم، أما التسريب فيقف من خلفه أحد الفسدة المتنطعين الذين يحاولون إذاعة معلومات مغلوطة، أو معلومات مجتزأة خدمة لمصالحهم الخاصة، وهو بالطبع أمر غائب عن الحقيقة المجردة، ويقع فى خانة الخداع، تحكمهم فى ذلك نظرة ضيقة، إذ أن المعلومات المغلوطة أو المعلومات المجتزئة كالكذب لا أقدام يسير عليها، حتى إذا حان وقت الكشف عن الحقيقة - وهو أقرب مما يتصورون- تراهم وهم يلملمون ما تساقط منهم ولا يجدون إلا الانزواء عن مجتمعاتهم، من هول ما تحمله الحقيقة من فضائح لهم بالأدلة والبراهين. والواقع أن الوسط الرياضى مملوء بهؤلاء الذين يتصورون أنهم ناجحون فى خداع الرأى العام، وما يخدعون إلا أنفسهم، ذلك أن الرأى العام الرياضى أثبت أنه يتمتع بدرجة وعى كبيرة، ولديه قدرة عالية على الفرز بين الغث والسمين، فكم من مدربين ولاعبين وإداريين ومسئولين لفظهم جمهور الرياضة، رغم مساحيق التجميل التى ردمت وجوههم، ولم تفلح هذه المساحيق فى مداراة قبح ما يخفون. إن مثل هؤلاء ومن يقومون بتسريحهم، هم فى الحقيقة متلاعبون بالنار.. ومن يلهو بالنار لا يحق له الشكوى من لهيبها، إذ إن مواجهتهم من كل من يؤمن بالمبادئ النظيفة للإعلام ستكون حتما ممهورة بالمستندات الصحيحة والأدلة القاطعة وما أكثرها.. لكن لكل مقام مقال ووقته أيضا. [email protected] لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل