«هذه ليلتى وحلم حياتي.. بين ماض من الزمان وآت»... لم يقتصر فن كوكب الشرق على محبى الطرب فقط بل امتد تأثيرها ليطول شتى المجالات الثقافية منها والتشكيلية... فكانت بالفعل حالة خاصة وأيقونة إبداعية فى أعمال مختلف الفنانين والذين استقوا من فيض سحرها وسحر تلك الفترة الزمنية التى بلا شك أثرت بشكل أو بآخر على أجيال متتالية بأكملها. والفنان مصطفى رحمه واحدا ممن اغرموا بتلك الأيقونة الإبداعية وهوانم ذلك الزمن والذى طالما عبر عنهن طوال مشواره الفنى .. فلم يتخذ فقط «الست» فى لوحاته رمزا للتجسيد بل اهتم أيضا بجمهورها وسيدات الزمن الجميل والسميعة محبى الطرب الأصيل والذين نالوا حظا كبيرا فى أخر أعماله.. وذلك فى احدث معارضه الفنية والذى جاء ليحمل عنوان «جمهور الست» والمقام حاليا وحتى 16 أبريل الحالى بجاليرى بيكاسو بالزمالك. ففى مزيج بين رحيق الماضى وذكريات الزمن الجميل يستعرض رحمه فى تجانس لونى مبهج وبمساحات وخطوط انسيابية حرة لقطات فنية ممتعه لأصحاب المزاج الرائق، متمايلين مندمجين مع الألحان والمقامات الشرقية والتى جاءت من وحى مقاطع أغانى أم كلثوم. مثل لوحة مستوحاة من مقطع «قربك نعيم الروح.. والعين.. ونظرتك سحر وإلهام»، وتارة من مقطع «وأنت معايا يصعب عليا.. رمشت عنيا ولا حتى ثانيه»، وأخرى من وحى «بعيد عنك حياتى عذاب»، والعديد والعديد من الإطلالات التى تأخذك إلى عالم سحرى بديع ترقى معها العين والوجدان إطرابًا.