لا يخالجنى أدنى شك فى أننا على الطريق الصحيح وماضون بكل عزم وثبات مهما تشتد عواصف التحريض التى تصاعد هبوبها مجددا بعد نجاح الانتخابات الرئاسية وفشل دعوات المقاطعة ولكن هذه العواصف بدت من شدة الغيظ والحقد خالية من أى وازع أخلاقى لتنقية مفردات السباب البذيء والشتائم الوقحة. ويعزز من رصيد التفاؤل أننا اخترنا وعن اقتناع درب الذهاب إلى المستقبل بينما اختار الكارهون والحاسدون والناقمون درب الهروب إلى الماضى واستعادة شريط أوهام التخريب ونشر الفوضى واعتماد نهج المناورات والمؤامرات وسيلة لستر هزائمهم المتوالية فى مواجهة وعى واستفاقة الشعب المصرى لأغراضهم الدنيئة. نحن على الطريق الصحيح لأن سلاح اليقظة بات متاحا وميسورا لكل فئات الشعب ولم يعد مقصورا على النخب ومجتمع الصفوة وذلك هو أحد أهم مكاسب تعاظم شعور المصريين بالخطر فكانت لحظة 30 يونيو 2013 واحدة من أهم لحظات التحول والنهوض فى تاريخ مصر الحديث تعبيرا عن استيعاب الدرس والتصميم على عدم تكرار ما حدث فى السنوات العجاف مرة أخري! إن الخروج الكبير للمصريين فى أيام الانتخابات الثلاثة رغم الاطمئنان المسبق لنتيجتها فى مصلحة الرجل الذى احتضن مطالب 30 يونيو وانتزع بوقفة 3 يوليو كل مشاعر الخوف والقلق من النفوس كان إشارة واضحة لرؤية أضواء الأمل مع قرب الوصول إلى نهاية نفق المتاعب والمصاعب الاقتصادية الطارئة! والشعب الذى أفلت من مصيدة الفوضى وأحبط كل المحاولات التى استهدفت استنزاف طاقته وتبديد حماسه وتفريغ همته لمصلحة منهج الإضرابات والاعتصامات المشبوهة من حقه أن يحلم وأن يثق فى قدرته على تصحيح أى خلل فى زمن قياسى ينتقل به من التخلف إلى التقدم ومن الحاجة إلى الكفاية من خلال بناء اجتماعى متوازن ينتصر للكفاءة ويضمن تكافؤ الفرص للجميع. والأمم والشعوب لا تتقدم بالحظ أو الصدفة وإنما بالعلم والعمل وهذا هو ما أظن أنه لا يغيب عن فكر الرئيس الذى جدد المصريون ثقتهم به.. وإنا لمنتظرون! خير الكلام: ليس فى ساعة الزمن إلا كلمة واحدة هى «الآن»! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله