ما إن وصلت مصر إلى نهائيات كأس العالم حتى تحولت كل الانتقادات الفنية التى وجهت بشكل دائم إلى هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب الوطنى خلال التصفيات إلى مطالبات بضرورة تجديد التعاقد معه الذى سينتهى بالمشاركة فى المونديال، بل وصلت هذه المطالبات إلى حد اتهام اتحاد كرة القدم بالعجز والتقصير والتلويح باتهام الخيانة الوطنية إذا سمح للمدرب بالرحيل عن المنتخب. إلا أن مباراتين تجريبيتين خسرهما المنتخب الوطنى فى أولى محطات إعداده لكأس العالم أعادتا المطالبين بالتجديد إلى المربع الأول، وهو أمر فى كلتا الحالتين يؤكد أن ارتفاع موجة المطالبة بالتجديد أو الرحيل لا يستند إلى الموضوعية المطلوبة، إذ أن هدفا واحدا كفيل من وجهة نظر هؤلاء بتجديد عقد مدرب، وهدفا آخر كفيل بالمطالبة برحيله. أما الموضوعية التى يجب أن تغلف هذا الملف وتتحكم فى كل قراراته، فهى القفز على كل العواطف، والاحتكام إلى شروط السوق، وهذا لن يتأتى إلا بالانتظار الطبيعى لوقت التجديد، وهو بعد نهائيات كأس العالم، فإن أجاد المدرب خلالها حق له التجديد بشروطه، وإن - لا قدر الله - لم يحدث أصبح الاتحاد المصرى فى حل من ارتباط غير مرغوب به. ولا يمكن أن يعد ذلك تقليلا من المكانة الفنية والتدريبية لكوبر الذى لم يخدع أحدا وأعلن قبل توجهه إلى سويسرا أنه ذاهب فى رحلة تجريبية، تعينه نتائجها على تحديد العناصر التى سيعتمد عليها فى كأس العالم، وقد اختار فى ذلك الطريق الأصعب، صدقا مع نفسه أولا، ومحاولة للوصول إلى أقرب نقطة من الكمال المتاح قبل المونديال. اتركوا الرجل فى مهمته الكبيرة والثقيلة، واتركوا كل أمر آخر فى توقيته المناسب. [email protected] لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل