«الأثرياء، الطبقة المتوسطة، الفقراء».. هذه هى طبقات الهرم الاجتماعى فى أى دولة. وتعتبر الطبقة المتوسطة صمام الأمان، مما يفرض على الحكومات السعى الحقيقى والمستمر لعمليات الإصلاح والتنمية المستدامة وفق مشروعات مركزها الطبقة المتوسطة، والعمل على رفع مستوى الطبقة الفقيرة لكي يتحقق الأمن والإستقرار الاجتماعى، وإلا فإن الأوضاع الأمنية والاجتماعية ستكون غير مستقرة. ويحذر علماء علم الإجتماع من عواقب وخيمة إذا تآكلت الطبقة المتوسطة، فبدونها لا يمكن للمجتمعات الحديثة النهوض وفق نظام اجتماعي حضاري وتنموى، وتبين مؤشرات الوضع الراهن أن الطبقة المتوسطة تعاني صعوبات حياتية، مع ظهور طبقة شديدة الثراء والترف والبذخ، ونمو مستمر لطبقة تتسم بالجشع والغلاء، ومنهم بعض التجار ورجال الأعمال، وإذا لم تستطع الأنظمة الحاكمة بالعالم، لجم وتحجيم التزايد المطرد للغلاء، وفتح أسواق عمل ووظائف متنوعة، والعمل على التنمية المستدامة، وفتح قنوات للمعارضة الإيجابية والبناءة، فإن الطبقة المتوسطة معرضة للهلاك والانهيار، وقد ينجم عن ذلك ميلاد شكل جديد لعالم شديد الثراء والاستبداد، وآخر عالم شديد الفقر والتعاسة. د. رجب إسماعيل مراد