علينا الاعتراف بأن الألتراس.. واحد من الألغام السياسية التى شارك الخارج فى صناعتها.. لصناعة تنظيم شبابى متطرف.. ليس دينيًا إنما رياضيًا!. علينا الاعتراف أيضًا بأن فكرة التطرف الرياضى.. فى نفس خطورة وبشاعة التطرف الدينى!. علينا الاعتراف بأن نظرية احتواء الألتراس خاطئة.. لأنها قامت على افتراض خاطئ اعتبر الألتراس شأنًا رياضيًا!. تلك الحقائق هى ما انتهيت إليها الأسبوع الماضى.. بعد أن استعرضت تاريخ دخول الألتراس إلى مصر.. وأنه آخر العنقود.. عنقود الإخوة الثلاثة.. 6 أبريل وكفاية والألتراس.. وأثبت أنه التنظيم الأخطر على الإطلاق.. لأنه قائم على احتياج بشرى هو الانتماء لنادٍ فى إطار لعبة شعبيتها طاغية هى كرة القدم.. وهو الأمر المُوَحِّد لمشاعر جماهير كل ناد.. بما يجعلهم فى الواقع مشروع «تنظيم» كل ما ينقصه قيادة.. وجاء مشروع الألتراس من الخارج!. خطة مُحْكَمَة.. اختصت الشباب فقط من جماهير النادى!. هذا التخصيص.. تأثيره النفسى هائل على الشباب.. الذى وجد دعوة مفتوحة له توحده دون بقية الجماهير ليكون عضوًا فى الألتراس!. الشاب الذى كان راضيًا بكونه مُشَجِّعًا مثل أى مشجع من جماهير النادى.. أمامه عرض مذهل!. تنظيم خاص ليس مفتوحًا لكل من «هَبّ ودَبّ»!. تنظيم القبول فيه يتطلب مواصفات خاصة!. تنظيم له قواعده الصارمة!. تنظيم قائم على الكتمان وأقصى درجات السِّرِّية!. تنظيم فيه مهام واختصاصات وقَسَم على الطاعة فى تنفيذ الأوامر والتعليمات!. تنظيم عنقودى.. مثل أى تنظيم إرهابى.. محظور على عضو الألتراس إفشاء أى تعليمات مُكَلَّف بها!. عرض مستحيل رفضه مطروح على شباب «محروم» بفعل فاعل من ممارسة أى نشاط.. لأن المدرسة نزعوا منها الأنشطة التربوية التى هى أهم من العملية التعليمية نفسها!. الأنشطة التربوية احتياج إنسانى لابد من توفيره وإتاحته لكل طفل وشاب.. باعتباره أفضل وقاية من أمراض العصر.. الاكتئاب والإدمان والتطرف!. الشباب محروم من سنين طويلة «تفوق نصف القرن.. من الممارسة.. ممارسة أى نشاط يميل إلى ممارسته.. رياضة أو موسيقى أو فن أو أدب أو شعر أو غناء.. محروم من هذه الممارسة.. منذ أن منعوا الأنشطة من المدرسة التى بها أكبر تجمع بشرى!. الشباب محروم من ممارسة النشاط.. والممارسة هى فقط التى تحقق التوازن البدنى والنفسى.. وهذا التوازن هو الضمانة وهو الوقاية من الجنوح والتطرف!. هذا الشباب المحروم من النشاط.. كل ما يربطه بالرياضة حالياً.. تشجيع لاعبين يمارسون الرياضة!. الشاب يصفق.. يهتف.. والآن يَشْتِم ويُحطِّم.. لكنه لا يمارس الرياضة!. هذا الشباب حرمناه من الرياضة وبقية الأنشطة رغم أنها احتياج طبيعى له!. هذا الشباب اعتبر الانتماء لناد وتشجيع فريقه.. تعويضًا للنشاط المحروم من ممارسته!. هذا الشباب وجد عرضًا خرافيًا.. يقوم بتعويضه عن السمات التى حرمناه منها!. سيكون عضوًا فى خلية داخل تنظيم كبير اسمه الألتراس!. يكون مكلفًا بمهام وعليه مسئوليات ومؤتمنًا على أسرار ويعيش مناخ الغموض والإثارة والمغامرة.. وكل هذه الأمور.. هى من خصائص هذه المرحلة السنية للشباب.. وكلها موجودة فى الأنشطة التربوية المحروم منها الشباب.. وجاء تنظيم الألتراس ليقدمها للشباب.. ويربط بها عقل الشباب!. كان من الطبيعى أن ينضم آلاف الشباب للألتراس.. لأنه أول مشروع اختص الشباب.. وبه مهام وتكليفات للشباب.. اعتبرها الشباب نوعاً من الممارسة أو بديلاً للمارسة.. ممارسة الأنشطة التربوية!. أحد لم يرصد الظاهرة.. ربما لأنها بدأت مثالية فى التشجيع والهتافات.. وهو ما أعطى انطباعًا إيجابيًا عنها.. جعل أغلبنا يغفل مراحل تحول الألتراس من التشجيع المثالى.. إلى التعصب الأعمى لدرجة حرق مشجع.. نهاية بالتطرف والعنف والحرق والتدمير.. وهو القناع الذى سقط.. لنكتشف أن الألتراس.. ما هو إلا أحد أجنحة العنف للجماعة.. وهذا رأيناه واضحًا فى سنوات الفوضى الثلاث التى أعقبت 25 يناير.. رأيناه فى محمد محمود والتحرير وماسبيرو والعباسية!. رأيناه ونراه فى مدرجات الأندية.. كلما سنحت الفرصة!. رأيناه من أيام فى استاد القاهرة.. مباراة كرة قدم فى الملعب.. وإرهاب وعنف وهتافات سياسية فى المدرج!. عندما تذيع الجزيرة وقنوات الإخوان بتركيا.. الهتافات بعد دقائق قليلة من وقوعها.. عندما يحدث هذا! نتأكد.. أن خلايا الألتراس التى كانت فى المدرجات ما هى إلا أحد مكونات التنظيمات الإرهابية التى تحارب فى مصر بالوكالة عن دول الخارج!. نثق.. أن الألتراس تنظيم إرهابى وليس شأنًا رياضيًا!. نعرف.. أن فكرة الحوار والاحتواء التى تعاملنا بها مع الألتراس.. أخذتنا إلى طريق دائرى مستحيل أن تعرف له بداية من نهاية!. طيب.. والحل؟. الحل أسهل مما نتوقع!. مدرجات الكرة للتشجيع وليست للهتافات السياسية والخروج على النظام والعنف والتدمير!. بيع التذاكر الآن بات إلكترونيًا!. قاعدة بيانات لكل الأندية فيما يخص تذاكر المباريات.. كرة قدم وغير كرة القدم!. التذاكر التى تباع إلكترونيًا.. التذكرة عليها رقم المقعد والرقم القومى للبطاقة.. والدخول إلى الملعب بمطابقة البيانات مع الشخص الذى يحمل التذكرة.. والذى هو تحت طائلة القانون فيما لو خالف القانون!. أى شغب فى أى مباراة.. المدرجات التى حدث فيها الخروج على القانون.. أرقام مقاعدها معروفة وبالتالى تذاكرها وأسماء أصحابها موجودة.. وهؤلاء فورًا يتم رصد أسمائهم فى قاعدة البيانات السوداء.. ويمنع دخولهم أى ملاعب رياضة فى مصر.. لمدة زمنية لا تقل عن موسم كامل!. أما الذين تثبت إدانتهم بأعمال عنف.. فورًا يتم إحالتهم إلى القضاء.. لأن مكانهم الطبيعى السجن.. لا ملاعب الرياضة!. يا سادة.. تنظيم الألتراس المتطرف.. يعتبر المدرجات المكان الأمثل لإرهابه وأيضًا لتأمينه!. الألتراس بعيدًا عن المدرجات لا يستطيع أن يتجمع ويمارس العنف.. لأنه سيجد الأمن متصديًا له ومطبقًا القانون عليه.. وبالتالى الملاذ الآمن له.. والذى يسمح له بالعنف.. المدرجات!. بالقانون نمنع كل من اشترى تذكرة وشاغب.. من دخول المدرجات!. بالقانون.. نستأصل العنف والشغب من الملاعب.. ونعيد ملايين الشعب.. إلى المدرجات!. هى دى حكاية الألتراس.. التى نسينا تفاصيلها!. ........................................................ فى تاريخ مصر فترات عصيبة صعبة.. كانت وقتها غير مسبوقة.. وغير متوقع أن تشهد مصر مثلها.. إلا أن!. غير المتوقع مجيئه على مصر.. فوجئنا به واقعًا وقع على مصر.. قبل سبع سنوات.. الثلاث الأولى منها رهيبة.. لأن كل لحظة فيها.. جاهزة لحمل أسوأ ما فى الدنيا من مصائب تستهدف مصر.. المرشحة وقتها بقوة لعضوية «ربيع الغرب العربى».. الذى شعاره.. تحرير شعوب دول المنطقة من الأنظمة المستبدة.. وتطبيقاته التى رأيناها على الأرض.. قتل ما يقرب من نصف مليون عربى.. وتشريد فوق ال15 مليون عربى.. بعضهم شارد فى وطنه الذى لم يعد فيه مبنى واحد على ظهر الأرض.. وأغلبهم لاجئون فى خيام اللاجئين بمختلف دول العالم!. مصر بفضل الله.. ثم عبقرية شعبها.. صمودها جبار فى مواجهة بركان مؤامرات لا يهدأ.. على أمل فتنة واحدة تنجح .. تأخذ مصر إلى حرب أهلية.. إن وقعت.. وقعت مصر للأبد لا قدر الله!. فى هذا الوقت العصيب الرهيب المُخِيف.. عرف المصريون نعمة الأمن والأمان!. عرفناها عندما تعرف الخوف علينا.. ووجدناه فى كل مكان حولنا!.. عرفنا الخوف بل الرعب.. عندما اختفى وجه مصر الآمن.. وظهر وجه الفوضى المرعب.. بالعنف والقتل والخطف والدمار والحرق.. وبات الخارج من بيته مفقودًا والعائد لبيته مولودًا.. والمعنى.. لم يعد فى مصر شىء مضمون.. إن خرجت لا تعرف إن كنت ستعود أم لا.. وإن عدت.. لا تدرى مَنْ مِنْ أسرتك موجود.. وأى منها المفقود؟!. فى هذا الوقت أراد الله كل الخير لمصر وأهلها.. بل والبشرية كلها عندما أعطى المُلك للإخوان!. قبل أن تظنوا حضراتكم.. أننى فقدت عقلى.. أو أنها غلطة مطبعية.. أؤكد صحة ما قلت وأضيف.. بأنه لولا تولى الإخوان الحكم واستمراره بالحكم سنة بأكملها.. ما عرف المصريون ولا اكتشفت شعوب العالم.. الوجه الحقيقى القبيح للإخوان.. وما تخلى أهالينا الطيبون عن الإخوان!. قضاء الله بأن يتولى الإخوان الحكم.. كان ابتلاء للمصريين وبلاء على الإخوان.. ونحن لا نعرف وهم لا يدرون!. نحن أصابنا الحزن من تولى الإخوان الحكم.. بل وبعضنا أصابه اليأس وضربته الحيرة.. فكيف يُولى الله لهم الحكم وهو الأعلم بحقيقتهم والأدرى بفسادهم وكذبهم وفسقهم؟. نحن حَزِنَّا وهم فرحوا وسعدوا!. نحن صُدِمْنا وهم فتنتهم الفرحة وأنستهم مكر الله وأعمتهم عن رؤية كلمات الحق فى كتابه الكريم.. التى تصور ما نحن فيه بمنتهى الدقة وكأن هذه الآية نزلت للإخوان تحديدًا.. (قل اللهم مالك المُلْك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير) صدق الله العظيم. الله يقول لنا فى كتابه الكريم.. إنه سبحانه وحده هو الذى يؤتى المُلْك من يشاء من عباده، رأينا من كان فى القصر دخل السجن ومن كان فى السجن يجلس فى القصر!. هذا ما رأيناه.. إلا أننا لم ندرك وقتها معناه!. لم ندرك أن إعطاء المُلْك للإخوان ومد أمد هذا المُلْك لمدة سنة.. كان ابتلاء لنا وامتحانًا لقدراتنا على التصدى له.. وبلاء للإخوان لكشف زيفهم ونهاية أسطورتهم!. لولا تولى الإخوان الحكم وامتداد هذا الحكم لمدة سنة.. ما ظهر الوجه الحقيقى البشع للإخوان!. وما عرف أهالينا البسطاء أنهم إرهابيون وليسوا حَمَلَة كتاب!. ما عرفوا وعرف العالم.. أن مشروع الخلافة الإخوانى.. هو مشروع كل الجماعات الإرهابية التكفيرية المتطرفة.. داعش إخوان!. ما عرف أهالينا البسطاء.. أن جمعيات الخير ودكاكين العلاج الملحقة بالمساجد والتبرعات والمساعدات.. ما هى إلا أدوات تغييب للعقول وشِراَك مفخخة لجذب الأصوات الانتخابية.. وما إن حصلوا عليها.. وَلَّت الوجوه الملتحية المُدَّعِية الرحمة والتراحم بالبسطاء.. وتحولت إلى مَفْرَّمَة بشرية تسحق كل من يقف ضدها فى معركة أخونة مصر..!. حضراتكم سمعتم ورأيتم.. د.محمد مرسى رئيس الجمهورية الأسبق وهو يقول لنا.. وبمعنى أصح يهددنا.. فى آخر خطاب له: سنة واحدة كفاية!. هو كان يقصد.. أن سنة واحدة تساهل معنا كفاية!. هذا الكلام قاله يوم 26 يونيو على ما أتذكر.. وكأنه كان يقرأ الغيب!. ما قاله د.مرسى تحقق بالفعل.. وسنة واحدة كفاية.. لكن السنة والكفاية كانت للإخوان!. ثورة 30 يونيو أسقطت الإخوان.. وهذا هو الجزء المرئى لنا!. ونسفت مؤامرة الغرب لأجل تقسيم مصر.. وخطة التقسيم كان مقررًا حدوثها بعد ثورة يناير 2011.. من خلال اقتتال المصريين ودخولهم فى حروب أهلية مثل القائمة من سنوات فى سوريا وليبيا واليمن.. وتلك حكاية تفاصيلها لم تكن معروفة لنا.. لكنها كانت مرصودة بدقة بالغة.. من الرجال الذين اختصهم الله بحماية مصر.. وهى ما دفعت المشير السيسى وقت كان وزيرًا للدفاع.. أن يخاطب الشعب بعد ثلاثة أسابيع من ثورة يونيو ويطالبه بالنزول إلى الميادين لتفويض جيش مصر فى مواجهة إرهاب محتمل!. والإرهاب المحتمل الذى أشار إليه المشير السيسى وقتها.. وجدناه واقعًا وليس فزاعة كما تقول النخبة!. وجدناه حقيقة أكدها الإخوانى المعروف د.البلتاجى فى تصريحه الشهير من داخل اعتصام رابعة.. ومقولته: يفرجوا عن مرسى ويعود للقصر.. يتوقف فورًا الإرهاب الموجود فى سيناء!. الإرهاب المحتمل.. رأينا حربًا قائمة من أربع سنوات!. حربًا لم نكن نعرف نحن المصريين أبعادها!. لم نكن نعرف أن الموجودين داخل الجماعات التكفيرية الإرهابية.. مرتزقة من دول كثيرة.. توفرت لهم أفضل سبل التدريب والتسليح والرعاية المالية.. لأجل أن يحاربوا جيش مصر بالوكالة عن دول كثيرة فى الغرب!. لم نكن نعرف نحن المصريين.. أنها نموذج دقيق للأجيال الجديدة من الحروب!. لم نكن نعرف أن الجزء غير العسكرى فى هذه الحروب.. مُعلن على مصر من أواخر التسعينات!. لم نكن نعرف أنهم يفككون مفاصل مصر.. بحملة هائلة ممنهجة تستهدف قيم ومبادئ وأخلاق شعب!. حملة لطمس عادات وتقاليد جمعت المصريين واجتمع عليها المصريون!. حملة لإهدار الرموز.. لأجل ألا تبقى فى مصر قدوة تحتذى بها الأجيال الصغيرة!. حملة لضرب التعليم!. حملة لترسيخ الأنا ومحو نحن!. حملة لغرس الأنامالية.. وكل مصرى لسان حاله: أنا مالى!. هذه الحرب «المَدَنِيَّة» على الشعب المصرى.. خططت لها أجهزة مخابرات.. وقام بتنفيذها فى الداخل عملاء تم تجنيدهم.. إضافة إلى «أغبياء» تم توظيفهم عمدًا فى المناصب المهمة.. ليتخذوا قرارات كارثية.. تخدم حرب تفكيك مصر.. مثل قرار بناء فصول على الملاعب الرياضية فى المدارس.. وهو القرار الذى بمقتضاه صدر حكم الإعدام على الأنشطة التربوية فى المدرسة.. وبمقتضاه حرمنا ملايين الأطفال والشباب من ممارسة الأنشطة التربوية التى هى أهم من العملية التعليمية.. لأنها العناصر الأساسية فى صناعة المواطن الصالح!. كل هذه المخاطر الرهيبة تعرضت لها مصر وعاشتها مصر.. فى أصعب سبع سنوات بتاريخها على الإطلاق!. أرادوا لمصر السقوط.. وأراد الله لها النهوض!. ما أراده الله فى السماء.. لابد من وجود أسباب تنفذه على الأرض.. وهى الشعب مع الجيش والشرطة والرجال الذين اختصهم الله بمهمة حماية مصر!. مُسَبِّب الأسباب.. نزع الُمْلك من الإخوان وسلمه لمن اصطفاه للحكم فى علمه.. ومن اختاره الشعب رئيساً بعد ذلك فى علمنا!. أراد الله الخير لمصر.. فأعطى المُلْك لمن يملك مقومات قيادتها وإنقاذها والنجاح مع شعبها.. فى إسقاط الإخوان والحرب على الإرهاب وحل الأزمات المستحكمة وبناء اقتصاد من أول وجديد ومشروعات غير مسبوقة للنهوض بمصر.. وحلم الاستمرار فى بناء المستقبل.. لمواجهة 2 مليون زيادة كل سنة!. هذا ما حدث ويحدث.. وأظنه غير قابل للنسيان!. والله.. المصريون يبنون قواعد المجد للوطن!. سيادة الرئيس السيسى.. شكراً. لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى