صلاح النقيب ..عرفته صحفيا تحت التمرين كان يبحث عن فرصة للتعيين في صحيفة الأهرام فرغم أن عمه هو الأستاذ أسماعيل النقيب أحد كبار الصحفيين في تلك الفترة، وكان يتمتع بصداقة قوية في ذلك الوقت بالاستاذ إبراهيم نافع ويمكنه بمكالمة تليفونية تعيين ابن أخيه، وفي أي مكان يريده صلاح ولكنه كان يرفض دائما ان يتم تعيينه بالواسطة فهو يري نفسه أن لديه الكفاءة التي تجعل الأهرام يحرص علي تعيينه، وكان ذلك سببا في تأخر تعيينه لشهور طويلة وهو يري بعض الزملاء قد سبقوه في التعيين بالواسطة ولكنه ظل رافضا لمبدأ الواسطة حتي تم تعيينه عام 1988. كان فلاحا بمعني الكلمة فتجد فيه الطيبة والرجولة والشهامة وكل صفات الفلاح المصري الذي لم يتلوث بتراب المدينة، وبسبب طيبته وأنه علي نياته تم تحويله للتحقيق بالشئون القانونية لضياع دباسة لا يتعدي ثمنها خمسة جنيهات أكتشف أنها عهدة رسمية تم تسجيلها عليه وعندما عاد من اجازته السنوية أكتشف ضياع الدباسة عن طريق شخص أخذها من مكتبه دون أن يردها مرة أخري، وعندما طلب بحسن نية دباسة جديدة تم إتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضده فقد قام بتبديد أموال المؤسسة، ولم ينقذه من براثن هذا التحقيق سوي رئيسه في ذلك الوقت الأستاذ أحمد نافع والذي كان يستخدم الدباسة بصورة كبيرة ولا يبدأ عمله إلا وهي بجواره مناديا صلاح يوميا " الدباسة ياعزيزي " فشكي لأخيه الأستاذ إبراهيم نافع رحمة الله عليهما فضحك نافع كثيرا من الواقعة فحجم العقاب المطلوب كبير جدا مقابل جرم لا يذكر وتم حفظ التحقيق. صلاح صديق وزميل من عالم تاني ففي عالم الصحافة الملئ بالقيل والقال والنميمة والبحث عن الفضائح، تجد صلاح لا يتحدث عن أي زميل، تجده يجلس بجوارك قليل الكلام كثير التفكير، كانت أمنيته هي الحج لبيت الله الحرام، ومضينا في إتمام الإجراءات منذ ثلاث أعوام ورأيته يكاد يبكي عندما لم يكتبها لنا الله تعالي في هذا العام، ولكن كتبها الله لنا في العام الذي يليه منذ عامين وكانت الفرحة تملأ وجهه وكان لي شرف أن أكون مرافقا له في السفر والإقامة والمناسك، المرحوم صلاح كان يعاني من مشاكل صحية كثيرة ولكنه أدي المناسك كلها بنفسه دون أن يطلب من أحد مساعدة أو أن يوكله في أداء أحد المناسك بل كان يسبقنا في أداء بعض مناسك الحج، ثم يعود لغرفته لينام دون أن يشعر به أحد. وخلال ملازمتي له في الحج أسر لي في أحد المرات أنه يريد الذهاب لبعض المحلات القريبة من الحرم الشريف لشراء خلاط من نوع معين طلبته منه زوجته الزميلة فاطمة الدسوقي وقد تعود الا ينسي أو يرفض لها أي طلب فكان بمجرد خروجه من الحرم أو فندق الإقامة يذهب للبحث عن هذا الخلاط . رحل عنا سيادة النقيب كما كنت أحب أن أناديه، ولكن سيظل بؤرة مضيئة لا نستطيع نسيانها، فالقلب الأبيض والنية الطيبة ستظل في وجدان كل شخص عشق صلاح النقيب. لمزيد من مقالات عادل صبري;