أخيرا نجح عدد من جامعاتنا فى التقدم لمراكز جيدة في تصنيف الجامعات على مستوى العالم، وفقا لتصنيف «تايمز» البريطانى، وجاءت الجامعة الأمريكيةبالقاهرة على رأس الجامعات المصرية في التصنيف، تليها جامعة بني سويف، وبعدها عين شمس والإسكندريةوأسيوطوالقاهرةوالمنصورةوجنوب الوادي وقناة السويس..وبالرغم من طول المشوار فإن هذا التصنيف دلالة على أننا نسير في الاتجاه الصحيح، بل نلحق بمن تقدموا علينا أو ما فاتنا. فى البداية يقول الدكتور عصام خميس - نائب وزير التعليم العالى للبحث العلمى : بدأ الانتباه لموضوع التصنيفات الدولية للجامعات المصرية منذ عام 2008 وفى تلك الأثناء سرت شائعات بوصولنا إلى المركز ال 100 على مستوى العالم، لكن اتضح عدم صحة ذلك، ثم قيل إنها رقم 500 ليتضح فيما بعد أننا لسنا حتى ضمن الجامعات الألف الأولى على العالم!!ومنذ ذلك الوقت انتبهنا إلى أهمية تلك التصنيفات ومعانيها فعدد الجامعات فى العالم يزيد على 20 ألفا فى 238 دولة، يتم تصنيفها بشكل سنوى أو نصف سنوى من قبل شركات دولية، وعددها 19 تصنيفا لكل منها معاييره الخاصة، وهناك خمسة تصنيفات هى الأقوى والأشهر، وأقدمها شنغهاى الصينى والذى يؤهل لجائزة نوبل، وهذا أهم أسباب شهرته لما لهذه الجائزة من صيت كبير، ويضع جائزة للمركز الأول فى كل من تصنيفاته عالية القيمة والتى قد لا تتوافر معاييرها فى دول كثيرة، ولن تجد جامعات كثيرة فى مصر داخل هذا التصنيف - عدا جامعة القاهرة أو الإسكندرية - لأن الدكتور أحمد زويل - رحمه الله- من خريجيها، وكذا الجامعة التى يعمل بها لأن لديها عالما حاصلا على نوبل، أى أن التقييم يتم بناء على الشخص والمكان الذى يعمل فيه، مع الوضع فى الاعتبار أن الدرجة تقل كل خمس سنوات، بواقع 5% بهدف الحث على الاجتهاد المستمر، ويلى تصنيف شنغهاى فى الأهمية تصنيف «تايمز» البريطانى ثم تصنيف «Q S» وهكذا.. وأوضح أن كل جامعة مصرية دخلت ضمن هذا التصنيف هى بالفعل ضمن أفضل 4% أو5% على مستوى العالم، أى أننا نكون قد تقدمنا على 95% أو 96% من جامعات العالم، وللوصول إلى ذلك طلبنا من كل الجامعات موافاتنا بملف كامل عن كلياتها ومعاهدها البحثية ومستشفياتها وعنوانها على الإنترنت، لأننا وجدنا أن بعض الجهات التابعة لجامعاتنا ترسل بحوثها إلى المجلات العلمية باعتبارها منفصلة، وكانت المرحلة التالية هى تدريب البعض داخل كل جامعة على كيفية إرسال البيانات التفصيلية عن عدد الطلاب والأساتذة وأنشطتها العلمية والمجتمعية، ثم اختيار 24 ممثلا بواقع ممثل من كل جامعة حكومية، يتوافر فى كل منها خبرات فى إعداد ملفات التصنيف الدولى للجامعات، وكيفية عرضها على تلك الجهات، يلى ذلك انتقاء بعض أساتذة تلك الجامعات طبقا لمعايير علمية واختبارات صعبة وترشيحهم لاجتياز اختبارات عضوية لجان الترشيح المصنفة للجامعات فى الشركات الدولية التى تتولى هذا التصنيف على مستوى العالم، ويتم ذلك بالتوازى مع تكوين مجموعة من الأساتذة داخل كل جامعة من جامعاتنا للتواصل مع الوزارة، من خلال لجنة ال 24 عضوا، لإرشاد وتأهيل الجامعات المصرية - خاصة الحكومية - لكيفية عرض، وجمع ما لديها من أبحاث علمية، وأكد أن ارتفاع ترتيبنا فى مراكز التصنيف معبر قوى عن مكانتنا، ويرفع من مستوى انتساب الطلاب وهيئات التدريس، ويمنحها فرصا أكبر فى الحصول على المنح الدولية لتمويل المشروعات البحثية. بنى سويف الأولي ونظرا لأن جامعة بنى سويف هى صاحبة المركز الأول بين الجامعات المصرية فى هذا التصنيف فكان من الضرورى أن نبدأ بها وبالفعل سألنا رئيسها الأستاذ الدكتور منصور حسن، عن سبب هذا التقدم فأشار إلى أن الجامعة نشأت عام 1982 كفرع لجامعة القاهرة، وفى عام 2005 أصبحنا جامعة مستقلة بها 12 كلية وأصبحت الآن 33 كلية و3 معاهد، وكلياتنا متفردة فى التخصص، وكذا معهد المسنين الذى يوجد به 13 تخصصا، وعلوم الإعاقة 6 تخصصات وكلية علوم الأرض التى تضم المساحة والجيولوجيا، ومعهد النباتات الطبية به مواد دراسية من صيدلة وزراعة وعلوم نظرا لطبيعة محافظة بنى سويف الخاصة كأكبر منتج للنباتات الطبية فى العالم، كما أنشأنا كلية الدراسات العليا المتقدمة التى ليس لها نظير بالمنطقة كلها، وكذلك معهد تكنولوجيا الملاحة والفضاء، بالإضافة إلى أن كل ذلك التنوع والتخصص البينى أثمر بحوثا علمية جديدة فى شتى المجالات نشرناها فى أماكن علمية مرموقة عالميا. أسيوط تتقدم ومن جانبه يشير الدكتور أحمد عبده جعيص رئيس جامعة أسيوط إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى تحقق فيها الجامعة مثل هذه المراكز، ففى العام الماضى وصلنا إلى المركز ال 300 على مستوى العالم فى قسم الهندسة الكهربائية، وهو أعلى تصنيف وصلت إليه جامعة مصرية فى هذا المجال، وبالنسبة للتصنيف الحالى فهو يعتمد على النشر فى قطاع العلوم الأساسية، وبشكل عام نحن لا نراوح المركزين الرابع والخامس بالتبادل مع جامعة المنصورة وهو ترتيبنا المعتاد وسط جامعات مصر. مفاجأة علمية ويرى الدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادى والأستاذ بكلية العلوم أنه بالرغم من أن هذا التصنيف متقدم، لكننا مازلنا غير راضين عنه لأننا نملك إمكانات مادية وبشرية تتيح لنا بلوغ أهداف متقدمة جدا، كما أن أعضاء هيئات التدريس فى الجامعة من جيل الشباب وهم الأقدر على استيعاب المستجدات والإمكانات وكل ما يؤدى إلى تطوير أسرع وأفضل، كما نشارك علميا مع جامعات عالمية شهيرة، ونحن حاصلون على مشروعات بحثية فى مجالات النانو تكنولوجى والطاقة المتجددة والتغيرات المناخية وتطوير صناعة الجلود وغيرها، بالتعاون مع جامعات من ألمانيا وفرنسا والسويد وغيرها. ويفجر الدكتور عباس منصور مفاجأة علمية مدوية بأن مدرسا مساعدا بقسم الكيمياء بكلية العلوم حقق اكتشافا علميا لتحويل نفايات الألمونيوم التى تمثل مشكلة محلية وعالمية، إلى مصدر طاقة بتحويلها إلى وقود حيوي، وهذا الباحث مبعوث الآن للدراسة فى جامعة المملكة المتحدة للكيمياء والهندسة الكيميائية. كما أننا نمول ذاتيا بعض المشروعات البحثية بميزانيات متدرجة، ومع كل هذا لم ننس خدمة المجتمع مثل التعاون مع الشركات والمصانع ومحافظات جنوب مصر وتنمية المثلث الذهبي، إضافة إلى القوافل الطبية وتمتد إلى حلايب وشلاتين، مع تأهيل الشباب لسوق العمل دعما من الجامعة لخريجيها، لذا أنشانا مركز التطوير الوظيفى لمساعدة الطلاب والخريجين، ومركز ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة الذى يقدم الخبرات العملية للشباب قبل دخولهم إلى سوق العمل. وهذا شجع الطلاب على التفكير والإبداع فى ابتكار أفكار لمشروعات جديدة.. ومن بين اهتماماتنا رعاية أبنائنا ذوى الاحتياجات الخاصة سواء الطلاب أو الخريجون، فقد وظفت الجامعة وساعدت على توظيف 107 منهم و500 من الخريجين الآخرين.