خلال وبعد فوضي يناير 2011 تم تصنيف المصريين وتقسيمهم وتعليبهم، ولأول مرة تتسلل للهوية المصرية مصطلحات المسلم السني والشيعي والمسيحي والناصري والنشطاء والثوري والفلول والإخوان و6 ابريل والاشتراكيين الثوريين لدرجة ان الائتلافات التي تشكلت في الميادين وصل عددها لنحو215 ائتلافا بل إن الثوريين كانوا يطردون بعض المحسوبين علي الحزب الوطني، أو ممن كان يتعاطف مع مبارك, أيا كان الحكم علي الآخرين علي الهوية السياسية وشاهدنا عددا من القوائم السوداء وبعدها راح الليبراليون من النشطاء كعمرو حمزاوي يتقدمون بمشروع قانون للعزل السياسي لبرلمان الاخوان رغم علمهم بعدم دستوريته، ولكنها كانت لحظة كاشفة لانتهازية الليبرالية والليبراليين في هذا البلد، وفِي نفس الوقت كشفت زيف الأعداد المليونية التي كان قادة الحزب الوطني يفخرون بالانتماء لها وعند الجد تبخرت تلك الأعداد ولم تظهر سوي مظاهرة يتيمة من رافضي مايحدث في ميدان التحرير معظمهم من غير المنتمين سياسيا لأي حزب، وخلال تلك الفترة التعيسة من عمر الوطن راح النشطاء يفبركون قوائم زعموا خلالها أن الأسماء الواردة بها لعملاء لمباحث أمن الدولة بهدف الاغتيال الشخصي، واستغلال الحماسة الثورية لقطاع من الشباب ليس بقليل بل ظهرت بعض التسجيلات الحقيقية لصحفيين فضحت انحيازاتهم لبعض القتله كما في حادث العبارة الغارقة. وهنا ظهرت الدولة المصرية عارية من الظهير الشعبي وبات التعامل مع الأجهزة الرسمية تهمة تطارد صاحبها وحتي النفر القليل من الذين تصدوا لتلك المؤامرة لم تنصفهم الدولة حين استعادت لياقتها فيما بعد حتي بدا أن (الدولجية) وهو المصطلح الذي نحته النشطاء للتمييز بينهم، وبين من يؤيد استقرار المؤسسات حتي لاتسقط الدولة المصرية. ومن المعروف لمن يتابع الحركة اليسارية أنه إذا اجتمع ثلاثة منهم كان اثنان منهم متهمين بالعمالة للأمن فما بالك بمن ليس منهم، وكان أن وصل الاخوان لحكم مصر وسمعنا لأول مرة عن الكتائب الإليكترونية التي كان يشرف عليها القيادي الاخواني خيرت الشاطر، وراحت تلك الكتائب تسب وتلعن معارضي الاخوان، وتشن حملات تشويه مستخدمة أحط الألفاظ، وهنا ظهرت بعض الكتائب المضادة، ولكنها لم تكن منظمة وتعمل بصورة غير منظمة، وليست لها قيادة تديرها. وبعد نجاح السيسي في انتخابات الرئاسة ظهر المصطلح بل وأصبح يقال ( دولجي وأفتخر) لكي يرد عليهم الخصوم، بل أنتم (أمنجية) وليس دولجية وزادوا في السفالة بنحت مصطلحات أخري كعبيد البيادة لتخويف الناس من ترديد مصطلح الدولجية، وقرأنا مايشبه المناظرات بين الطرفين الأول يقول إن الدولجي هو رجل الدولة الرسمي أي موظف الحكومة، أما من يؤيدون نظاما معينا فيسمي ( النظامجي) وفيما بعد انتشر جدل غريب بين من يطالبون بظهير سياسي للرئيس ورافضي ذلك، ولكن المشكلة لم تكن في تكوين هذا الظهير بقدر إنه لأول مرة لايوجد حزب للأغلبية ولا للمعارضة, رغم أن الدستور يتكلم عن التعددية السياسية وكان أن ابتكرت الأجهزة مايسمي باتحاد مؤيدي الدولة، وضم عددا كبيرا من المهنيين الذين كان لهم موقف معارض من 25 يناير، وصار لهذا الاتحاد لائحة تنظم بها النشر علي مواقع التواصل الاجتماعي وشروط من يرغب في الانضمام، وربما يتطور هذا الجروب، ويتحول الي حزب إذا وصل عدد أعضائه الي نصف مليون، خاصة بعد نجاح الجروب في استقطاب شخصيات مؤثرة وكان له دور محترم في الرد علي افتراءات الاخوان, ثم إن معظم الأعضاء لديهم من الوعي ما جعلهم يتحدون فكرة الخجل من إعلان عن أنهم من مؤيدي الدولة كما يفعل كثير من السياسيين والمثقفين وتلك هي الفريضة الغائبة عند الوطنية المصرية بل والدولة الرسمية، ولعل ماكشفت عنه ماسمي بالتسريبات الأخيرة خير دليل، وكأن الاعلامي محرم عليه الاتصال بالأجهزة الرسمية، ويجد في ذلك مايستدعي الخجل ونفيه وهو مايبرهن علي ضرورة الحصول علي دورات في حروب الجيل الرابع التي تهدف لتشويه وتحقير الثوابت، وعلي رأسها الدولة وإيهام العامة بأن الدولجي يعني الطبال والرقاص والمنافق! ببساطة عاش ناصر كما الناس فأحبه الناس. سعادتي باختيار بعض الوزراء تضاعفت باستبعادهم. طور المصريون الاستحواذ من الاقتصاد للسياسة للإعلام. إعداد مرشحين للرئاسة 2022 فرض عين. وجود بعض المسئولين لدينا نوع من الابتلاء. أبغض الحلال عند البعض الزواج. يأكلون مع الذئاب ليلا ويبكون مع الراعي نهارا. المحترمون لديهم القدرة علي اختيار أحسن فاشل. المرور هو البوصلة لكشف التهرب الضريبي للكبار. قد تخطئ أمريكا في اختيار رئيس ولكنها تفضحه. عندما نكذب لانطلب من الآخرين أن يصدقونا. معظم مشكلاتنا في تمكين وجرأة الهواه. [email protected] لمزيد من مقالات ◀ سيد على