فى السابع عشر من يناير عام 1991 أى قبل 27 عاما مضت وبينما كانت محركات الطائرات التى جرى حشدها فى إطار تحالف عربى دولى تبدأ دوران محركاتها لتحرير دولة الكويت من الغزو العراقى الذى اجتاح أراضيها يوم 2 أغسطس 1990 كانت مطابع الأهرام تتأهب لإصدار صحيفة مسائية لتغطية وقائع الحرب المرتقبة دون سابق إعداد أو سابق ترتيب حسبما تقتضى القواعد والأصول المهنية عند إصدار أى صحيفة جديدة. يومها كان هناك من يتشكك فى جدوى وأهمية إصدار هذه الصحيفة اليومية المسائية جنبا إلى جنب مع الصحيفة اليومية الصباحية ذات الاسم والتاريخ العريق.. وكان هناك أيضا من يراهن على أن هذه الصحيفة لن تعيش طويلا وأن دورها سينتهى مع انتهاء حرب تحرير الكويت... وكان الرأى الأكثر تفاؤلا يرى أن إمكانية استمرار هذه الصحيفة وتثبيت وجودها يرتهن بتوفير الكوادر ذات الخبرة والكفاءة العالية من قامات الأهرام لبناء الأساس المتين للصحيفة الوليدة.. ولكن كاتب هذه السطور التى منحته المقادير شرف المسئولية الصعبة قبل 48 ساعة فقط من لحظة الميلاد كان له رأى آخر فى أن تكون الصحيفة الجديدة بمثابة تجربة جديدة تعتمد على وجوه جديدة من شباب طموح يبحث عن الفرصة ولديه قابلية التعلم والتأقلم على أجواء المهنة بسلاح الصبر وقوة الإرادة. واليوم بعد 27 عاما من عمر التجربة فإن الثمار واضحة وجلية بعد أن أصبحت «الأهرام المسائى» من أهم مصادر تفريخ القيادات الصحفية. ويا لها من لحظة سعيدة تلك التى جمعتنا أمس الأول الثلاثاء حول تورتة عيد الميلاد وعلامات الفرح والابتهاج تعبر عن نفسها على الوجوه احتفاء بتقلد الابن العزيز ماجد منير رئاسة تحرير المسائى خلفا للابن العزيز علاء ثابت الذى انتقل لرئاسة تحرير الأهرام مع الزميل عبد المحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة، ليتوالى تسليم الرايات فى المؤسسة العريقة تحت الراية التى أعتز بأننى حملتها وعملت وفق مبادئها وهى راية «الأهرام بيتنا جميعا». [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله