تزامنت عودة عبد الناصر لمصر مع انقلاب حسني الزعيم في سوريا. وقد شجع نجاحه الواضح عبد الناصر في مساعيه الثورية، بعد فترة وجيزة من عودته، استدعى رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي عبد الناصر لاستجوابه بشأن شكوك بأنه تم تشكيل مجموعة سرية من ضباط المعارضة، نفى عبد الناصر هذه المزاعم بشكل مقنع، وكان عبد الهادي أيضا مترددا في اتخاذ تدابير جذرية ضد الجيش، خصوصا أمام رئيس أركانه، الذي كان حاضرا أثناء الاستجواب، وأفرج عن عبد الناصر في وقت لاحق، ودفع هذا الاستجواب عبد الناصر إلى تسريع أنشطة جماعته. بعد 1949، اعتمد ظهرت"حركة الضباط الأحرار" بعد أن قام عبد الناصر بتنظيم "اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار"،وتألفت من أربعة عشر رجلاً من مختلف الهيئات السياسية والإجتماعية، بما في ذلك ممثلين عن الشباب المصريين، والإخوان المسلمين، والحزب الشيوعي المصري، والطبقة الأرستقراطية وانتخب ناصر رئيسا للجنة بالإجماع. في الانتخابات البرلمانية لسنة 1950، فاز حزب الوفد بأغلبية المقاعد، في ظل غياب جماعة الإخوان المسلمين، الذين قاطعوا الانتخابات ،بدأت الاتهامات بالفساد ضد سياسيي حزب الوفد تطفو على السطح، وانتشرت الشائعات والشكوك حولهم، مما ساعد الضباط الأحرار إلى مشهد الصدارة واعتلاء واجهة الحياة السياسية المصرية، وارتفع عدد أعضاء الجمعية إلى 90 عضوا. اقتصر نشاط ناصر ورفاقه من الضباط الاحرار علي تجنيد أكبر عدد ممكن من الضباط الأكفاء والمخلصين لوطنهم وظلت مرحلة التجنيد والتمكين فترة تراوحت العامين ، وكان جل همهم تأليب المجتمع علي الاستعمار وفضح ممارساته العدائية ضد الوطن وذلك من خلال نشر وتوزيع المنشورات السرية. أكتوبر سنة 1951، ألغت حكومة الوفد المعاهدة البريطانية المصرية التي أعطت السيطرة لبريطانيا على قناة السويس لذا قرر ناصر ورفاقه شن "حملة اغتيالات على نطاق واسع"وكانت أول محاولة قام بها عبد الناصر وحسن إبراهيم قتل حسين سري عامر ببنادقهم الرشاشة، بينما كان يقود سيارته في شوارع القاهرة. 25 يناير 1952، حدثت مواجهة بين القوات البريطانية وشرطة الإسماعيلية أدت إلى مقتل أربعين من رجال الشرطة المصرية بالرصاص، ودارت أعمال شغب في القاهرة في اليوم التالي، مما أسفر عن مقتل 76 شخصا. ، نشرعلي اثرها ناصر برنامجا من ست نقاط لمصر في مجلة روز اليوسف لتفكيك الإقطاع والقضاء على النفوذ البريطاني. وعرف ناصر بأن الملك فاروق قد عرف أسماء الضباط الأحرار وسيقوم بإلقاء القبض عليهم، فقام عبد الناصر على الفور بتوكيل مهمة التخطيط للاستيلاء على الحكومة إلى زكريا محي الدين، بمساعدة وحدات الجيش . قرر ناصرقبل اتخاذ قرار البدء بالثورة أن ضابطاً من ذوي الرتب المتدنية مثله لن يكون مقبولاً من قبل الشعب المصري، واختار لذلك محمد نجيب ليكون قائدا للثورة ،و انطلقت الثورة يوم 22 يوليو وأعلن نجاحها في اليوم التالي واستولى الضباط الأحرار على جميع المباني الحكومية، والمحطات الإذاعية، ومراكز الشرطة، وكذلك مقر قيادة الجيش في القاهرة. وكان العديد من الضباط المتمردين يقودون وحداتهم، ارتدى ناصر ملابس مدنية لتجنب القبض عليه عن طريق النظام الملكي.وفي خطوة لدرء التدخل الأجنبي، أخبر ناصر الولاياتالمتحدة والحكومة البريطانية قبل يومين من الثورة عن نواياه واتفق معهما على عدم مساعدة فاروق، وتحت ضغط من أمريكا، وافق ناصر على نفي الملك المخلوع . 18 يونيو 1953، إلغي النظام الملكي وأعلن قيام الجمهورية في مصر، وكان نجيب أول رئيس لها،و ناصر والضباط الأحرار "أوصياء على مصالح الشعب" ضد النظام الملكي وطبقة "الباشاوات"،وطلبوا من رئيس الوزراء السابق علي ماهر قبول إعادة تعيينه في موقعه السابق، وتشكيل مجلس الوزراء بأكمله من المدنيين، حكم الضباط الأحرار باسم "مجلس قيادة الثورة" عن طريق محمد نجيب رئيساً وجمال عبد الناصر نائبا للرئيس. قام عبد الناصر بالعديد من الإصلاحات كقانون الإصلاح الزراعي، وإلغاء النظام الملكي، وإعادة تنظيم الأحزاب السياسية، وتولى نجيب دوراً إضافياً وهو رئاسة الوزراء، وعبد الناصر نائبا رئيس الوزراء، وفي سبتمبر، تم وضع قانون الإصلاح الزراعي حيز التنفيذ. قبل تطبيق قانون الإصلاح الزراعي، اندلعت أعمال شغب قادها الشيوعيون في مصانع الغزل والنسيج في كفر الدوار، مما أدى إلى اشتباك الجيش معهم ما أسفر عن مقتل 8 جنود و5 من العمال وإصابة 28. وفي هذه الاثناء أصر الاخوان علي أن يكون لهم دور ملموس في ادارة شئون البلاد خاصة بعد تأييدهم المطلق لأعضاء مجلس قيادة الثورة، وبعد تولي نجيب للسلطة، طالبوا بأربع حقائب وزارية في الحكومة الجديدة بداية رفض ناصربشدة مطلبهم ومع الحاح مجلس قيادة الثورة عليه بضرورة الموافقة طبقا لطبيعة المرحلة التي تتطلب بعض المواءمات السياسية وافق علي منحهم حقيبتين وزارتين فقط . لمزيد من مقالات فهمى السيد;