جاءت غالبية الردود الدولية غير مؤثرة على أمريكا حتى الآن بعد قرارها باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل المحتلة، ولا تعدو سوى خطب عصماء وضجيجا فى وسائل الاعلام صادرا من عدة عواصم باستثناء مواقف بعض الدول الأوروبية، بينما مواقف معظم الدول العربية والإسلامية متواضعة وتغلب عليها التحركات الداخلية أمام شعوبها وليس التحرك الدولي، وكل ماحدث لا يتناسب مع الجرم الأمريكى فى هذا القرار فى حق المسلمين والمسيحيين. لكن ستظل القدس فى قلوب المسلمين والمسيحيين جزءا عزيزا من أرض فلسطين، ولن تجدى التصرفات غير العادلة لإدارة ترامب فى تصفية القضية الفلسطينية، ولن تكون سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين مثلما تريد إسرائيل وأمريكا وتخطط منذ سنوات طويلة فى خلق حالة من اليأس والإحباط والمحاصرة للفلسطينيين والتنكر لحقوقهم ونسف جهود السلام، فمصر لن تفرط فى حبة رمل واحدة من سيناء، ولن يرضى الفلسطينيون بغير أرض فلسطين وطنا لهم. وعلى الدول العربية والإسلامية أن تنسق جهودها الفترة القادمة قبل أن تموت قضية القدس للتحرك بجدية دوليا مع الدول المحبة للسلام والرافضة للقرار لحمل الإدارة الأمريكية للتراجع ووقف المساس بمكانة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية بدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لطرح القضية واستخدامها الآلية الخاصة بالاتحاد من أجل السلام لتجاوز الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن، وعقد اجتماع عاجل للدول الأطراف السامية فى اتفاقيات جنيف لإتخاذ قرار بانطباق اتفاقيات جنيف على الأرض المحتلة منذ عام 1967 حتى الآن بما فيها القدس، والعمل على إلزام الولاياتالمتحدة بالاتفاقيات الأربع لجنيف باعتبارها أحد الاطراف للحيلولة دون تحول القرار الأمريكى إلى أمر واقع مع الوقت لصالح إسرائيل. لمزيد من مقالات ◀ عماد حجاب