صليت فى قبة الصخرة حيث صلى النبى صلى الله عليه وسلم وانطلق إلى السماوات فى رحلة المعراج. استحضرت صورة الأنبياء جميعا كأنهم يصلون أمامى .. وأنا سابح فى الملكوت أعيش لحظة ملائكية شفافة.. والشيخ خليل شيخ سدنة المسجد الأقصى حينها ينتظرنى ليشرح لى أثر النبى ومكان قدمه ويرينى بعض شعيرات منه أكرمنى الله بزيارة بيت المقدس عندما ذهبت لتغطية تسلم بيت لحم ورام الله من أسرائيل إلى السلطة الفلسطينية.. كان الرئيس عرفات قد طلب من الرئيس مبارك أن يكون التليفزيون المصرى أول من ينقل هذا الحدث التاريخي.. كانت الروعة أيضا عندما وقفت أمام كنيسة المهد فى بيت لحم أنقل أجواء الاحتفالات .. يومها قال لى إلياس فريج عمدة بيت لحم. أرجوك بلغ رسالة للبابا شنودة أن يسمح للأقباط بزيارة بيت لحم والقدس.. معروف طبعا موقف البابا حينها وتأكيده مبدأ استقلال فلسطين أولا. الآن تتجدد الذكريات والأحزان على ماصارت الأمور إليه بعد إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس عاصمة إسرائيل.. وتتفجر الأسئلة مرة أخري. هل كان من الأفضل تشجيع المصريين والعرب مسيحيين ومسلمين على الحج إلى القدس لتأكيد عروبتها؟ طبعا كانت عندنا فوبيا من التطبيع..؟ الأمر هنا يحتاج إلى دراسة ومراجعة.. لماذا لم يكن الحج إلى المسجد الأقصى على أجندة كل الرؤساء العرب الذين يزورون إسرائيل؟ .. ربما كان ذلك مدعاة لتأكيد هوية القدس.. ماهو الحل الآن؟ ة طرحت حلول كثيرة منها الواقعى وفيها الرومانسيةعلى سبيل المثال.. مفتى موسكو طالب بنقل مقر الأممالمتحدة من أمريكا إلى القدس عقابا على أمريكا لانحيازها.. وأنا أيضا راودتنى فكرة خيالية بنقلها إلى سويسرا لأنها دولة محايدة.. والغضب والرغبة فى تحرك ورد عملى جعل الناس تطالب بسحب السفراء العرب من واشنطن أو أضعف الإيمان استدعاء السفراء الأمريكان فى العواصم العربية لوزارات الخارجية وهو إجراء متبع فى الأعراف الدبلوماسية فى مثل هذه الظروف لاشيء من كل ذلك حدث.. وللأسف كانت الدعوة إلى انعقاد قمة إسلامية بمبادرة من الرئيس التركى ولم تكن من أى رئيس عربى ؟! منظمة التعاون الإسلامية أقوى منظمة بعد الأممالمتحدة وتضم سبعا وخمسين دولة.. هل نحن قادرون على تفعيل قرارات القمة فيها وتحويلها إلى آليات مؤسسية لها صفة الاستدامة ؟ ..أتمنى ذلك وإذا ما انتقلنا إلى المجال الإعلامى نجد هناك مبادرات واقتراحات عملية مثل شراء أوقات على شاشات الإعلام الغربى لتوصيل رسائل ذكية إلى الرأى العام العالمى . ويقترح إعلاميون أن يتم انشاء صندوق إعلامى لدعم القدس تسهم فيه دول العالم كلها وتوضع له استراتيجية مستدامة للتحرك على النطاق الدولي.. هنا أتساءل عن مؤسسة الفكر العربى وملايينها ..ماذا ستفعل فى مواجهة هذه الكارثة الثقافية الوجودية .. أغلب الظن لاشيء.. فهو تجمع نخبوى أشبه بأندية الأثرياء بعيدا عن ملامسة واقع الأشياء .. كيانات أخرى مثل اتحاد الجامعات العربية واتحادات الكتاب العرب. أين أقلام الكتاب العرب الذين يكتبون بلغات أخري؟..لماذا لم يتداخلوا فى اشتباكات مع كتاب عالميين مثل توماس فريدمان اليهودى الذى يسخر من ترامب ويسفه قراره.. أو روبرت فيسك صاحب المواقف المحترمة نصرة للحق.. ولكن ماذا بعد وأين الفعل؟.. إنها فرصة تاريخية أن يتوحد العرب وأن تتشكل جبهة تنسيق إسلامية عظمى تتمثل فى مصر والسعودية وتركيا وإيران.. لابديل عن ذلك.. الغريب أن الدول الأربع علاقاتها طيبة مع اسرائيل وخربانة بين أغلبها ..لا يمكن أن يستسلم العرب لحالة الفرقة والضعف وهم يواجهون حروبا وجودية ويتساءلون وهم يعرفون الإجابة . لماذا القدس ياترامب ؟ لأنه فاشل ومتدنى الشعبية فى أمريكا ويريد انتصارا على حساب الفاتورة العربية. لمزيد من مقالات جمال الشاعر