يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تستوعب وتفهم دروس التاريخ جيدا، وربما أصابها ذلك لأنها بلد بلا تاريخ! ونحن - العرب - فى هذه المنطقة من العالم، نعترف بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية قوة عظمى .. ولكن - إزاء تصرفاتها الأخيرة وما تمارسه ضدنا .. و... ردا على ما تقوله من تبريرات عجيبة غريبة .. نقول: و.. لو..!! إن الولاياتالمتحدة على ما يبدو - تكرر - لم تع دروس التاريخ! ولم تعد ترى على سطح مياه الأطلنطى وفى كل المرايا سوى وجهها! فإذا كانت قد أقامت دولتها - كما أوضحنا وكما يعرف الناس - فالحال كان مغايرا .. وإذا كان العرب قد قبلوا بقيام إسرائيل داخل حدود محددة بشرط قيام دولة فلسطين العربية وعاصمتها القدسالشرقية، فإن هذا تنازل عربى لكى يسود السلام فى منطقتنا هذه وفى العالم كله .. لكن أن تتعنت إسرائيل وتقدم للرئيس الأمريكى معلومات خاطئة عن التاريخ والجغرافيا .. فإن هذه وتلك: خطايا لا تغتفر .. نرفضها ونقول: و .. لو..! وعلى حد علمى فإن الولاياتالمتحدة فيها أساتذة كبار ودارسون وباحثون فى التاريخ .. ولابد أنهم استاءوا لما ذكره الرئيس دونالد ترامب عن القدس وماضيها .. لكن هل يا ترى بعثوا بتصحيح إليه؟ وألم يحقق البيت الأبيض ويبحث عن هذا الذى دس معلومات خاطئة فى خطاب الرئيس؟! إن المسألة ليست وجهات نظر أو آراء يتفق معها البعض أو يختلف إنما هى حقائق ثابتة منصوص عليها فى الكتب والمراجع! واتصالا أيضا .. ألا تزال الأجهزة المعنية فى تلك البلاد التى توصف بالتقدم العلمى - تتعامل مع شعوبنا - والرأى العام العالمى - بنفس الأساليب القديمة فتعمل على ترويج ما يسمى بصفقة القرن (!!) وإن اتفاقا سريا جرى التفاهم فيه يقضى بإقامة دولة فلسطينية فى قطاع غزة على أن يضم إليه مساحة من سيناء ليعيش الفلسطينيون فى سلام ويتركوا القدس والضفة؟! وأليس هذا غريبا عجيبا بل ومعطوبا من كثرة تكراره منذ التسعينيات ومن وضوح الرد المصرى عليه وهو عدم التنازل عن سنتيمتر واحد من أرض الوطن أيا كانت الأسباب! لقد رفضت مصر هذا قطعيا منذ أن قيل ولا يجرؤ أى سياسى - أيا كان - أن يعرضه مرة أخري. بل إن الفلسطينيين يعلمون هذا جيدا.. فضلا عن أنهم غير مستعدين لترك أراضيهم خاصة القدس. وكذلك فإن المسلمين والمسيحيين يتمسكون بالقدس العربية لابد أن نتذكر المثل الشعبى الذى يقول: «رب ضارة .. نافعة» فقد حرك قرار الرئيس ترامب رياحا شديدة.. كشفت المستور .. وظهر كل على حقيقته .. لعلى أيضا أغتنم الفرصة، وأنادى بسرعة وحدة الفصائل الفلسطينية والاصطفاف معا - دون أغراض شخصية وصراع على المناصب والاتفاق - فيما بعد وفى أسرع وقت - على وثيقة لبرنامج عمل فى المرحلة العاجلة والآجلة ولعلى أيضا أطرح اقتراحين: - الأول : أن تعد السلطة الفلسطينية رسالة تعترض على قرار الرئيس دونالد ترامب فيما لا يزيد على خمسين كلمة، وتنشره فى جميع وسائل الاتصال الورقية والرقمية .. وتطلب من الموافقين على هذه الرسالة توقيعها وإرسالها إلى البيت الأبيض. - الثاني: ان تعد السلطة باسم الشعب الفلسطينى «رسالة سلام» بمناسبة العام الجديد تشريح فيها كيف أنه الشعب الوحيد فى العالم المحتل عسكريا والذى تهدر فيه كل يوم حقوق الإنسان .. وأنه لا يريد سوى العيش فى أمان .. جنبا إلى جنب مع الإسرائيليين.. ليمارسا الحياة فى محبة وسلام وتنشرها وتذيعها فى العالم كله وعود على بدء: أقول: و.. لو..! فنحن عازمون .. و.. رب ضارة نافعة. لمزيد من مقالات محمود مراد