يبدى الرئيس الأمريكى ترامب حبا وحماسا غير مسبوقين لإسرائيل واليهود، وكأنه أحد أشد اليهود تطرفا وتعصبا من أولئك الذين لا يحلقون لحاهم أبدا، ويتجمعون بجوار الهيكل المزعوم فى القدس. ومثل هذا «الهوس» بإسرائيل واليهود لم نعرفه عن رئيس أمريكى من قبل، ربما لأن اليهود أصبحوا يعيشون داخل بيت الرئيس نفسه منذ سنوات، حيث إن ابنته ايفانكا متزوجة من رجل الأعمال اليهودى جاريد كوشنر الذى يعشق إسرائيل وهو صديق شخصى لنيتانياهو منذ سنوات ويقدم كوشنر مساعدات سخية لبناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية، وهذا الرجل الذى لا يعرف الكثير عن السياسة مثل ترامب لأنه سمسار عقارات أيضا مثل ترامب، هو مستشار الرئيس ومبعوثه للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وشئون الشرق الأوسط!! ومن المؤكد أن كوشنر لعب الدور الأكبر والأخطر فى اقناع ترامب بل وربما دفعه للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.على الرغم من أن صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية تدافع عنه وتقول إنه كان من المعارضين!!المدهش كما تقول الصحف الأمريكية أن كوشنر وترامب بينهما أوجه تشابه مدهشة ومن هنا جاءت قوة العلاقة بين الرجلين، فهما ورثا ثروات طائلة فى مجال العقارات عن والديهما وهما فى سن صغيرة وليس كوشنر وحده الذى دفع أو شجع ترامب على قراره الكارثى على السلام والمنطقة والإرهاب بل هناك آخرون، وتتحدث الصحف الأمريكية عن دور السفير الإسرائيلى فى واشنطن «رون درمر» الذى يعد صديقا شخصيا لترامب، وزائرا دائما وربما مقيما فى بيت ترامب الأبيض، ثم هناك السفير الأمريكى فى تل أبيب ديفيد فريدمان الصديق المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو، والذى يتحدث العبرية مثل لغته الإنجليزية تماما وأحد المغرمين بإسرائيل، ثم هناك القس جونى مور أحد كبار رجال الدين المسيحيين الأنجيليين المقرب من ترامب، وتمارس الكنيسة الأنجليكانية ضغوطا منذ سنوات لاعتراف واشنطنبالقدس عاصمة لإسرائيل، فقد قال القس مور نفسه «ان الأنجيليين لعبوا دورا كبيرا فى هذا القرار وأنه بدونهم ما كان ليحدث»!! المهم الآن ماذا عسانا أن نفعل، فى ظني، ليس إلا القليل طالما أننا نستورد طعامنا وسلاحنا وسياراتنا من الغرب والشرق، ولا نؤمن بالعلم والتعليم كمسألة حياة أو موت. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم