استوقفنى خلال زيارتى الأخيرة لألمانيا 3 نماذج مصرية مشرفة شعرت أمامها بأننا نمتلك بالفعل القدرة على التميز فى شتى المجالات من خلال شخصيات يمكن أن تكون عنواناً مشرفاً لمصر خارج حدود الوطن. النموذج الأول تمثل فى الفريق الموسيقى الذى ضم 4 من الشباب الموهوبين الذين قدموا فقرات كانت غاية فى الروعة حازت إعجاب الحضور فى الحفل الذى أقامته جامعة أولم بمناسبة مرور50 عاماً على إنشائها وكانوا فى قمة التألق حينما قدموا أغنيتى «حلوة يابلدي» و«ماشربتش من نيلها» ولم يتوقف إبداع هؤلاء الشباب عند تقديم الأغنيتين المصريتين وحسب بل إنهم قدموا أغنية المانية شهيرة ولكنها جاءت بروح مصرية أبهرت الألمان قبل المصريين . أما النموذج الثانى فقد تمثل فى الحالة المتفردة التى خلقها الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة وهو يتحدث عن رؤيته المستقبلية التى تستهدف فى المقام الأول الارتقاء بمنظومة التعليم الذى وصفه بأنه يمكن أن يكون بوابة العبور إلى سلام العالم . أما النموذج الثالث فقد لمسته بشكل واضح فى مطار ميونيخ حينما تسببت حالة الطقس السيئ فى إلغاء رحلة العودة إلى مصر ففوجئنا بمدير محطة مصر للطيران محمد عزت وقد تحول إلى ابن بار بكبار السن واخ لجميع الشباب وأب للأطفال الذين كانوا من بين ركاب الطائرة، لقد تحرك فى جميع الاتجاهات مثل «النحلة» من اجل توفير كل سبل الراحة للجميع بتقديم وجبات سريعة وتوفير وسائل مواصلات لنقلنا إلى الفندق الذى نقيم فيه هذه الليلة . لقد ضرب عزت المثل والقدوة بما فعله معنا فكان مثالاً حياً للموظف المسئول الذى يعمل وفق ما يمليه عليه ضميره المهنى والإنسانى فى حالة طارئة لاذنب له فيها. هكذا يكون المصريون أصحاب المواهب وهم خارج الحدود.. فليتنا نكون على هذا النحو من التميز ونحن داخل حدود الوطن. قولوا معى: «آمين». لمزيد من مقالات أشرف مفيد