اعتبرت السيدة الهام شرشر فى مداخلتها مع عمرو أديب أن زوجها حبيب العادلى من رموز مصر المطلوب حمايتهم وعدم تناولهم بالنقد ولأنه هكذا لايجب إهانتهً وعندما خرج يوسف زيدان لينتقد شخصيات تاريخية مثل أحمد عرابى وصلاح الدين انهالت عليه القذائف والسباب لتجريده من أى قيمة علمية أو أدبية ومازال كبار الكتاب والمفكرين يهاجمونه حتى ظننا أن الشنق هو جزاء من يتجرأ على الاجتهاد فيصبح من شياطين الإنس بل إن إحدى الناصريات التى تسبح بحمد الزعيم الراحل تناولت إمام المفسرين الشيخ الشعراوى بالنقد وهذا حقها ولكنها لاتطيق سماع كلمة نقد واحدة ضد ناصر ومشروعه وفِى الحالتين هى متشنجة لأشخاص معهم وضدهم أكثر من انحيازها للفكرة أو الوطن وهناك كثير من هذا العك الذى يعتبره بعض المتحذلقة اجتهادا، مما أدى لظهور مشروع قانون إهانة الرموز والشخصيات التاريخية الذى ينص على الحبس من 3 الى 5 سنوات وغرامة مابين 100 إلى 500 ألف جنيه وكالعادة لم يعرف القانون بشكل محدد من هم الرموز أو الإهانة أو التاريخية وتحدث عنهم بعمومية وترك إيضاحها للائحة التنفيذية لكى يصبح هذا القانون إذا تم تمريره مصيدة لأى اجتهاد فى تصفية التاريخ وتنقيته من الدجل والوهم وهو فى نظرى يضفى قداسة على من لا يستحقونها ويحميهم من كشف الزيف وهالات القداسة التى تضفى عليهم بفعل امتلاكهم للسلطة والشلة واحتكار الحقيقة ورغم وجود 32 مادة فى قانون العقوبات تدور فى فلك السب والقذف والإهانة، والغريب أن مشروع القانون المقدم للبرلمان سيعيد جرائم تم إلغاؤها مثل العيب فى الذات الملكية وسيعيد ماحدث لطه حسين بعد كتابه فى الشعر الجاهلى والشيخ على عبدالرازق فى كتابه الإسلام وأصول الحكم وعشرات غيرهما ومصيبتنا أننا نقدس البشر أكثر من الحقيقة علما بأن كل الشخصيات أو الرموز التاريخية عليها تحفظات فمثلا كان سعد زغلول مفجر ثورة 19 مقامرا ويحتسى الخمر باعترافه فى مذكراته. وفِى ظنى أن كل ما تمر به مصر الآن من صنيعة حبيب العادلى الذى توحش فى وزارة الداخلية وكانت تصرفات بعض رجاله فى أقسام الشرطة هى شرارة الفوضى التى ضربت مصر منذ 25 يناير وحتى الآن ومع هذا هناك من يعتبره رمزا رغم أحكام السجن والاتهامات التى تطارده وسوف تظل تطارده حيّا وميتا، وظل أول رئيس لمصر بعد 23 يوليو اللواء محمد نحيب متهما ومحدد الإقامة بدون أى جريرة والأمر نفسه لكل نظام ما قبل يوليو بدءا من الملك ومرورا بالوزراء والأحزاب وراح رجال يوليو وصحافتهم تغتال سمعتهم ولم تترك نقيصة إلا وألحقتها بهم وقد فوجئ المصريون بأن فاروق لم يكن بكل الفساد الذى وصمته به ثورة يوليو وبالعكس أصبحت سنوات الستينيات هى النهضة والحريّة والتصنيع وعندما حلت هزيمة يونيو سموها النكسة لتخفيف الوطأة وعندما انتصر السادات فى 73 سارع الناصريون بوصفه نصرا منقوصا بل إن المنتصر أصبح مهزوما والمهزوم أصبح بطلا بمنطق الاحتلال مع سعد أشرف من الاستقلال مع يكن أيام الوفد وهكذا فليس هناك ما يسمى رمز تاريخى ولكن هناك شخصيات تاريخية والحديث عن ناصر والسادات ونهرو وديجول هو حديث عن شخصيات وليس عن مصر أو الهند أو فرنسا. وفِى كل الأحوال فإن مشروع القانون سيعيد محاكم التفتيش والحسبة ويكمم الأفواه ويعطى حصانة لبشر عاديين لهم مالهم وعليهم ما عليهم وهو بعيد تماما عن روح العصر الذى يسعى الجميع لانتزاع أكبر قدر ممكن من حرية التعبير والاجتهاد ومن ثم لا يجوز أن نضع تشريعا لأن شخصا ما قال كلاما لا يعجب العامة خاصة أن مشروع القانون المزمع تنقصه الدقة فى الصياغة وفِى لغة الفقه لابد أن تكون الكلمات شديدة الدقة وألا يكون النص فضفاضا لأنه بهذا الشكل أقرب ما يكون لقانون العيب فى الذات الملكية أيام الملك وقانون العيب فى الذات الرئاسية أيام السادات ثم إن المصريين بعد حدثين تاريخيين فى 25 يناير و30 يونيو خرجوا للشوارع ضد حكم الشخص والجماعة والشلة أى أنهم خرجوا فى ثورة على تقديس البشر وعودة لدعاوى الحسبة فى ثوب جديد خاصة مع انتشار المحتسبين الجدد فى عموم محاكم مصر. ببساطة أبسط رد مزلزل هو المصالحة العربية الشاملة. الضرورات تبيح محظورات السفر للقدس. العرب فى أمس الحاجة لحائط المبكي. بعض زيارات البشر لحديقة الحيوان صلة رحم. أخطر من اللص من يمنحه فاترينة لعرض سرقاته. تعيين رؤساء الأندية بالبرلمان أفضل من العشرة المعينين. احذروا النعمة فى يد جاهل. لو كانت أنفاق سيناء فى اتجاه القدس لتغيرت أوضاع الأقصي. من لا يطلب أى شيء يستحق كل شيء. شارع القدس العربية لكل شوارع السفارات الأمريكية. [email protected] لمزيد من مقالات ◀ سيد على