الطعام والرياضة هما كلمة السر للحفاظ على الصحة والشباب الدائمين. هذه النصيحة أكدتها فعاليات اليوم العلمى بقصر العينى التعليمى الجديد بعنوان « التغذية الصحية فى ربيع العمر»، تحت إشراف د. أحمد طه مدير المستشفي. يقول د. عمرو مطر الأستاذ بطب قصر العينى ورئيس وحدة التغذية العلاجية ورئيس الجمعية المصرية للتغذية الطبية، أنه مع التقدم فى السن يفقد الإنسان سنويا 1% من الكتلة العضلية للجسم، وبالوصول إلى سن الثمانين عاما يبلغ إجمالى الفقد 50%. ويصاحب هذا التراجع فى الكتلة العضلية مشكلات فى الحركة وظهور انحناء وانكماش الجسم يؤدى لقصر القامة كلما تقدم العمر، يضاف إلى ذلك جملة من التغيرات الصحية الأخرى مثل تراجع أداء المفاصل والقدرة على الحركة بشكل مريح، مع قصور فى أداء وظائف القلب والتنفس وغيرها. ويفسر ذلك بأن العضلات هى المرادف لصحة الإنسان، حيث تعتمد أداء الوظائف الحيوية للجسم من حركة وتنفس وأكل وهضم وإخراج ومشى وجلوس وغيره على قوة أداء الأنسجة العضلية للجسم. ضاربا مثالا بالمعاناة الشائعة من اضطرابات التنفس بين كبار السن ووفاة بعضهم نتيجة الإصابة بالالتهاب الرئوي. وهو ما يرجع بشكل رئيسى لتآكل عضلات الحجاب الحاجز والأنسجة العضلية بين الضلوع مؤدية لتراجع وظيفتها الميكانيكية أو الحركية من حيث الانبساط والانقباض. ما يجعل المريض يفقد القدرة على الكحة والتخلص من الميكروبات المعدية وما تنتجه من إفرازات من خلال طرد البلغم وغيرها من عمليات منظمة للتنفس. وأكد د. مطر أنه يمكن أن يعانى الشخص «فقر الدم» نتيجة تراجع مستوى الحديد فى جسمه، كما يعانى أيضا «فقر العضلات»، الذى ينتشر بين كبار السن نتيجة عدم القدرة على استعادة ما فقد من العضلات عكس صغار السن. ويشير إلى أن الدراسات أوضحت أن إبقاء شاب دون حركة لمدة شهر يفقده 2% من الكتلة العضلية للرجلين، بينما يفقد الشخص المسن نسبة أكبر من عضلات الرجلين تصل إلى 10% خلال فترة أقل من10 أيام فقط. أما إذا كان هذا المسن يعانى مشكلات صحية فإنه يفقد أكثر من 10% من عضلاته خلال 3 أيام فقط من بقائه دون حركة. وهو ما جعل الممارسات الطبية توصى بعدم ترك المريض طريحا للفراش وضرورة ممارسة النشاط عقب خضوعه للعمليات الجراحية أو فى وحدات الرعاية الحرجة وفقا لما يناسب حالته الصحية. وقدم د. مطر عددا من النصائح الواجب اتباعها للحفاظ على عضلات الجسم ومنع تآكلها مع تقدم السن. وأولاها تناول كمية كافية من البروتينات يوميا، وهو ما يقدر نحو 1 جرام لكل كيلو من وزن الشخص وذلك للأشخاص الأصحاء الذين لايعانون أمراضا. أما الأشخاص فوق سن ال60 عاما والمرضى يحتاجون إلى نحو جرام ونصف الجرام من البروتينات يوميا من أجل الحفاظ على صحتهم. وأكد أن الإنسان يستطيع الحصول على احتياجاته الغذائية من البروتينات من مصدرها النباتى مثل البقوليات وأشهرها الفول والعدس والفاصوليا، بجانب الخضراوات والفاكهة، ومن مصدرها الحيوانى مثل اللحوم الحمراء والبيضاء ومنتجاتها كاللبن والجبن والبيض. مع الأخذ فى الاعتبار أن جرام الوزن من البروتين الحيوانى يحتوى على ربع جرام من البروتينات الخالصة نظرا لاحتوائه على كميات أخرى من الألياف والماء. وعليه فإن الشخص ذا ال 60 كيلو يحتاج 60 جراما من البروتينات من البقوليات المختلفة أو ما يساوى 240 جراما من اللحوم البيضاء والحمراء والسمك. ونصح مرضى الكلى والكبد والنقرس والذين يعانون مشكلات فى هضم البروتينات بضرورة المتابعة مع الطبيب المعالج لتحديد الاحتياجات الغذائية وفقا للحالة الصحية. وأوضح أنه من المفيد للحفاظ على وظائف العضلات تناول فيتامين «د» بمصادره الطبيعية سواء بالتعرض لأشعة الشمس أو تناول الحبوب الكاملة والبيض أو تناوله مكملا غذائيا. حيث وجد أن جميع عضلات الجسم تحتوى على مستقبلات لفيتامين «د»، وهو ما يعنى أنه عنصر أساسيلأداء وظيفتها، وتبقى النصيحة الأهم وهى ضرورة ممارسة الرياضة مع حصول الجسم على احتياجه من البروتينات بداية من عمر الثلاثين عاما لتكوين العضلات اللازمة واستعادة المفقود منها. نظرا لأن عملية بناء العضلات تحتاج وقتا أطول مع التقدم فى العمر، كما ينصح بممارسة الرياضة المعتمدة على رفع الأثقال وتمارين المقاومة من أجل تحقيق الفائدة الأكبر للعضلات.