وسط تلال الأخبار المثيرة للتشاؤم فى كل مكان حولنا، جاء إعلان بدء الإنتاج التجريبى لحقل «ظهر» للغاز ليمثل بشارة خير ومبعثا للتفاؤل والأمل للمصريين جميعا. حقل الغاز الموجود بشرق البحر المتوسط سيجعل من مصر واحدا من أكبر منتجى الغاز فى العالم، حيث تشير الدراسات إلى أن إنتاج الحقل سيصل إلى 350 مليون قدم مكعب خلال أسبوعين من الآن، ثم بمجيء منتصف العام المقبل سيكون الانتاج قد ارتفع إلى مليار قدم مكعب. فوائد الحقل لاحصر لها، أولاها أنه سوف يشجع المستثمرين الأجانب فى مجال الغاز والطاقة على التدفق على مصر للاستثمار فى الحفر والتنقيب وتسويق الغاز، مما يعنى دخول استثمارات جديدة السوق المصرية. وليس خافيا ما تؤدى إليه تلك الاستثمارات من تنشيط لعجلة الاقتصاد كلها، وإقامة المشروعات التى تستوعب مئات الآلاف من فرص العمل، مما يخلق طاقة أمل جديدة للشباب. الفائدة الثانية لحقل ظهر، هى تحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر من الغاز، وسد الفجوة بين ما تنتجه وما تستهلكه. ومعروف لخبراء الاقتصاد أن مصر تعانى حاليا عجزا بين انتاجها واستهلاكها بنحو 500 مليون قدم سنويا نضطر إلى شرائها من الخارج. أما الفائدة الثالثة، فهى رفع احتياطى مصر من الغار، الذى يبلغ حاليا بالفعل أكثر من 200 تريليون متر مكعب (التريليون ألف مليار)، وهى احتياطيات مؤكدة فى كل الأراضى والمياه المصرية. ويؤكد الخبراء أن مصر بهذا الاحتياطى الهائل ستصبح بعد سنوات قليلة من عمالقة إنتاج الغاز فى العالم، ما سيؤدى إلى تغيير وجه الحياة المصرية كلها لو أننا أحسنا التعامل مع هذه الثروة! الفائدة الأخيرة لتوسع مصر فى إنتاج الغاز، سواء من حقل ظهر أو من غيره، هى تسريع وتيرة تطور اقتصاد مصر الداخلى من مصانع ونقل وإنتاج كهربى واستخدام منزلي، لكل هذا استقبل المصريون أخبار حقل ظهر بمزيد من الفرحة، خاصة وهم يرون تحسنا آخر فى بقية مؤشرات التقدم الاقتصادي، وإن شاء الله سيكون الغد أفضل، والمستقبل سيحمل لنا كل الخير. لمزيد من مقالات رأى الأهرام