[email protected] فى صمت مهيب رحل الدكتور مختار التهامى أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام..اختار الظل بيتا ومكانا فى سنواته الأخيرة وقد تتلمذ على يديه كوكبة كبيرة من نجوم الصحافة المصرية..عرفت الدكتور مختار التهامى سنوات طويلة ونحن ندرس فى قسم الصحافة بآداب القاهرة يومها كان يتصدر الساحة من الأساتذة د.محمد مندور وعبد اللطيف حمزة ود.رشاد رشدى ومحمد أنيس وإبراهيم إمام وخليل صابات وزكريا ابراهيم ومصطفى سويف وكانت كلية الآداب هى الملتقى الذى جمع كل هذه الكوكبة فى وقت واحد، كان د.مختار واحدا من هذه الكوكبة وكثيرا ما كنا نختلف فى قضايا كثيرة وكنا نعارضه بشدة وكثيرا ما كان يسمع لنا خاصة أن دراسة الصحافة فى هذا الوقت كانت تطرح الكثير من قضايا الفكر والرأى ورغم الاختلاف كنا نسمع بعضنا وكان الأساتذة يسمعون لنا خاصة أن البعض منا كان يمارس العمل الصحفى بالفعل وهو يدرس فى قسم الصحافة..كان المناخ العام رغم كل المحاذير فيه والتقارير الأمنية وأهل الثقة وأهل الخبرة وأعداء الشعب يسمح لكل الآراء أن تعبر عن نفسها، وكان د.مختار التهامى من الأساتذة الذين يتمتعون بأكبر قدر من الخصومات مع تلاميذه ورغم هذا كان صدره يتسع لآراء الجميع..كانت له فى ذلك الوقت ملاحظات على عدد من كتاب مصر الكبار وكنا نختلف حولهم وللإنصاف لم يكن يفرض رأيه لا فى قاعات الدرس ولا فى أوراق الإجابة..وتنقل د.مختار بين دروب قسم الصحافة ثم كلية الإعلام حتى أصبح عميداً لها وذات يوم استضافنى بعد سنوات ضيفا على الكلية ويومها قلت للطلاب إن هذا الرجل علمنا كيف تختلف الآراء وتكون لدينا القدرة على أن يسمع كل منا الآخر..فى السنوات الأخيرة اختفى د.مختار عن الأنظار والمناسبات وربما كان السن والمرض من أسباب ابتعاده ولكنه بقى على عهده أستاذا للصحافة يحب عمله ولديه بعض القناعات الفكرية التى لم يغيرها وظل حريصا عليها قليلا ما كنا نلتقى وهو يعيش سنوات الخريف وإن بقيت له فى قلبى مساحة كبيرة من العرفان والتقدير ورصيد من الذكريات الجميلة..أطمع أن تطلق كلية الإعلام اسم د.مختار التهامى على أحد مدرجاتها أو قاعاتها البحثية. لمزيد من مقالات فاروق جويدة